الصحة العالمية تحذر من الاستكانة في مواجهة انتقال فيروس كورونا المستجد .. لا يتأثر بعوامل موسمية وإعتقاد خاطئ أن فصل الصيف أكثر أمانا
حذرت منظمة الصحة العالمية من الاستكانة في مواجهة انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد الذي لا يبدو أنه يتأثر بعوامل موسمية، ومن الاعتقاد الخاطئ بأن فصل الصيف سيكون أكثر أمانا.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس: إن هذا الفيروس ليس مثل الإنفلونزا التي تتبع عادة أنماطا موسمية. ولا يبدو أن تبدل المواسم يؤثر على انتقاله». وأشارت إلى أن بعض الدول الأكثر تضررا هي حاليا في مواسم مختلفة.
ففي حين أن فصل الصيف قد حل في الولايات المتحدة الأكثر تضررا إذ سجلت أكثر من 148 ألف وفاة وما يقرب من 4.3 ملايين إصابة، فإن ثاني أكثر الدول تضررا هي البرازيل التي حل فيها فصل الشتاء وقد سجلت 87 ألف وفاة.
ومع ذلك، قالت هاريس إنه «يبدو أن هناك فكرة ثابتة بأن هذا الفيروس موسمي، وأن مرض كوفيد-19 سيأتي على شكل موجات. وذلك لأن الناس ينظرون عن طريق الخطأ إلى الجائحة من منظار عدوى الانفلونزا، لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الانفلونزا».
وقالت: «ما نحتاج إلى أن ندركه جميعا هو أن هذا فيروس جديد.. ويعمل بشكل مختلف».
وأكدت أن ما ينفع هو التباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع القناع عند الاقتضاء وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، والبقاء في المنزل عند الإصابة بالعوارض، وعزل الحالات والحجر الصحي.
لكن رغم ذلك، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدا متفائلا، حيث اعلن عن اعتقاده بأن لقاحا ضد كورونا يمكن أن يكون متاحا بحلول نهاية العام.
وقال ترامب، إن الولايات المتحدة «تعمل على أربع لقاحات ضد فيروس كورونا وجميعها حققت تقدما»، وأوضح أن عملية تصنيع اللقاح تتم على مستوى أكبر في ولاية تكساس.
في هذه الأثناء، لجأت المزيد من الدول الى تشديد التدابير الصحية في محاولة لردع تفشي وباء «كوفيد-19» الذي أودى بحياة أكثر من 655 ألف شخص في العالم، وأصاب ما يزيد على 16 مليون و525 ألف إنسان.
فقد أعلنت بلجيكا عن تخفيض عدد الأشخاص المسموح بمخالطتهم، مشيرة إلى تسجيل زيادة «مقلقة» في عدد الإصابات. واعتبارا من اليوم على البلجيكيين الحد من شبكتهم الاجتماعية، أي عدد الأشخاص الذين يتواصلون معهم بشكل اعتيادي، فلا يسمح بأن تتجاوز 5 أشخاص بعدما كانت 15، لكل أسرة، خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من «موجة ثانية» للفيروس في أوروبا، مدافعا عن قرار مثير للجدل لحجر كل المسافرين القادمين من إسبانيا رغم انتقادات مدريد.
وأصر جونسون على أن المملكة المتحدة اتخذت تدابير «سريعة وحاسمة» خلال عطلة نهاية الأسبوع لفرض حجر صحي لمدة 14 يوما على كل شخص يدخل البلاد من إسبانيا وهي احدى أبرز الوجهات السياحية بالنسبة للبريطانيين. ولقي الإجراء الجديد انتقادات داخلية ومن الحكومة الإسبانية.
واعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ان القرار «غير متوازن» وأصر على ان مناطق في بلاده هي أكثر أمانا من مناطق في بريطانيا لجهة تفشي وباء كوفيد-19. وتابع: «لنكن واضحين تماما حول ما يحدث في أوروبا. بين بعض أصدقائنا الأوروبيين، أخشى اننا بدأنا برؤية إشارات في بعض الأماكن الى موجة ثانية للجائحة».
وفرضت النرويج تدابير مماثلة، فيما حض رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس «بقوة» مواطنيه على تفادي الذهاب إلى شمال شرق إسبانيا المنطقة الأكثر تضررا في البلاد.
بدورها، أعربت ألمانيا عن «بالغ قلقها» إزاء الارتفاع الكبير في الإصابات. كما أعلنت اليونان تشديد الإجراءات عبر إلزامية وضع الكمامات مرة أخرى في المتاجر والمؤسسات العامة اعتبارا من اليوم.
وأعلنت السلطات الصينية أن مصابين بفيروس كورونا المستجد قدموا من بؤرة انتشار في شمال شرق الصين كانوا وراء انتقال العدوى بالوباء في خمس مقاطعات بينها العاصمة بكين.
وكانت الصين التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر 2019 تمكنت الى حد كبير من القضاء على الوباء بفضل فرض وضع الكمامات وإجراءات عزل وتتبع المخالطين للمصابين.
وسجلت السلطات الصحية 68 إصابة جديدة في 24 ساعة، في أعلى ارتفاع يومي منذ منتصف أبريل. وبينهم 57 أحصوا في منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين.
وسجلت ست إصابات جديدة في داليان، المدينة الساحلية في مقاطعة لياونينغ بشمال شرق البلاد. ورصدت بؤرة الأسبوع الماضي في مصنع محلي لتجهيز ثمار البحر.
وما يشكل قلقا إضافيا ان هذه البؤرة ساهمت في انتشار الفيروس في 5 مقاطعات بينها فوجيان الواقعة على بعد أكثر من 1200 كلم كما أعلنت السلطات الصحية أمس.