كشف مصدر في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» الإيراني، أن جواد نصرالله نجل الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، نجا، على ما يبدو، من محاولة اغتيال قبل أسابيع في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعرض موكبه لإطلاق نار من سيارة كانت تلاحقه بمنطقة الجادرية في بغداد.
وأضاف المصدر، أن جواد نصرالله، الذي لم يلعب، قبل الآن، أدواراً سياسية بهذه الأهمية، سافر منذ 3 أسابيع إلى طهران حاملاً رسالة خاصة من والده إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأوضح أنه بسبب الاخترقات الكبيرة للأجهزة الاستخبارية الأميركية والإسرائيلية، طلب قائد «فيلق القدس» الفريق الركن إسماعيل قآني من حسن نصرالله ألا ينقل أي رسائل حساسة للقيادة الإيرانية إلا عبر أشخاص يثق بهم.
ولم تتوافر معلومات عن فحوى الرسالة التي نقلها نصرالله الابن، لكنه، حسب المصدر، التقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين قبل أن يسافر إلى العراق لنقل رسالة من والده لقادة الفصائل العراقية الموالية لإيران، وكذلك لزيارة كربلاء والنجف ومحاولة لقاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني.
وأضاف أن نصرالله التقى قادة فصائل «الحشد»، لكنه قبل أن يتمكن من إجراء الاتصالات اللازمة للقاء السيستاني لاحقته سيارة وأطلقت عليه النار ولاذت بالفرار، مما استدعى نقله إلى البصرة ليعود إلى طهران ومنها عبر طائرة إلى سورية، ثم براً إلى بيروت التي وصل إليها قبل يومين.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أدرجت، العام الماضي، جواد نصرالله على لائحة «الإرهابيين العالميين»، ووصفته بالزعيم الصاعد لـ «حزب الله» وخليفة والده المُحتمل، واتّهمته بتهريب النفط إلى إيران، وجمع المال لمصلحة «حزب الله».
إلى ذلك، كشف المصدر أن قآني كان قد خطط لزيارة سورية ولبنان الأسبوع الماضي، لكنه أجّل سفره فجأة، خصوصاً بعد اللقاء غير المقرر سلفاً الذي جرى بينه وبين رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في طهران، وهو اللقاء الذي انفردت «الجريدة» بالكشف عنه وعما دار فيه.
وكانت مواقع إيرانية معارضة أشارت إلى أن قآني كان على متن طائرة شركة «ماهان» المدنية، التي اعترضها الأميركيون قبل أيام فوق الأجواء السورية.
هذه المفارقات أثارت شكوكاً إيرانية بوجود خرق استخباري يحيط بقآني، وقد جرى توقيف جميع مَن كانوا على عِلم بسفره، وحالياً يتم التحقيق معهم.