الكاتبة سلوى المقاطع تكتب لـ الدانة نيوز (شكراً ..كورونا)

0

قد يكون من الصعب وغير المنطقي أن يثني الإنسان بعدو سواء كان كائن بشري أو ظاهرة من الظواهر الطبيعية التي تدمر الأخضر واليابس مثل الزلازل والفيضانات او الاوبئة وعلى الرغم من كل الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) ، هذا العدو غير المرئي الذي حصد ارواح الآلاف وتسبب في انهيار المنظومات الصحية والاقتصادية لمعظم دول العالم إلا أنه كان رحيماً بالمحيطات والأنهار والمساحات الشاسعة الخضراء وحقول النفط ومصادر المعيشة على كوكبنا الأرض .

وفي اتجاه موازاً وللأسف لو رصدنا حجم الأضرار التي يتسبب فيها الإنسان في دولة مثل وطننا الكويت و اكتشفنا مصبات المياه الجائرة و الغير معالجة  لرفعنا القبعة احتراما لفيروس كرونا الذي لم يدنو ولم يكن بقسوة الانسان في التعامل مع مياه الخليج  ضاربا بهذه النعمة التي حبانا بها الله عرض الحائط وأمعن في الاضرار وتدمير الكائنات البحرية بمياه الخليج هذا الإنسان الذي لم يهتز له جفن و يهتم  للحفاظ على مصدر من مصادر الحياة والغذاء فاستوحش في الجور عليها .

لذلك دعونا نثمن رحمة فيروس كورونا التي كانت أكثر رحمة بالأرض و غاباتها وأنهارها ومصادر المعيشة عليها فقد ساهم كوفيد 19 في ان نتنفس الصعداء بعد ان انخفضت معدلات الاحتباس الحراري بنسب كبيرة و تحسن ثقب الأوزون مع قلة الانبعاثات ، والسبب أنه أجبر البشرية الالتزام بمنازلهم وحبسهم وقلص حركتهم مما منح الطبيعة فرصة وأطلق لها العنان لمعالجة كل الآثار السلبية والسلوك العدواني غير المسئول للإنسان فانخفض الانبعاث الحراري وتحسن ثقب الأوزون بعد أن عجزت البشرية بعلمائها وتقدمها من معالجتها .

فيروس كورونا  المستجد عاملنا معاملة زوجة الأب القاسية ، لكن في الحقيقة كان لها وجه آخر رحيم بالبيئة و كوكب الارض. نتساءل هنا .. هل نحن أساءنا معاملة مصادر الطبيعة وعبثنا بمقدرات كوكب الارض ؟ و هل نستحق هذه المعاملة وهذا الحساب العسير من خلال فيروس لا يرى بالعين المجردة ؟ أسئلة ننتظر لها اجوبة بالمستقبل!

.. علي صعيد أخر و منحى فلسفي قابل للنقاش … بالإنابة عن الامهات و الاباء في الكويت اشكر التداعيات والاجراءات التي تم اتخذها خوفا من انتشار الفيروس وادت الى حظر كلي وأحيانا جزئي ، فأعادت لحمة البيت إلى سابق عهدها فاجتمعت الاسر ولم تكن تجتمع من قبل ، والتف الآباء والأمهات والأبناء على مآدب طعام صناعة المنزل ، و أعاد بعض من الترابط الاسري والاجتماعي الى ما كان عليه سابقا و كلنا يعلم بحلول التاسعة مساء الكل عائد للمنزل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.