خالد الطاحوس يفتح ملف المعارضة الوطنية .. كيف كانت واين اصبحت

0

بذلت المعارضة الوطنية في الكويت جهوداً مشكورة وكان لها الفضل في فرض الدستور والديمقراطية، وبقيت شوكة في خصر الحكومة والفاسدين وسراق المال العام والمتنفذين والمتمصلحين ، خاصة فيما يتعلق بالثروة الوطنية والمال العام ومحاربة الفساد، لكن وللأسف هذه المعارضة تلاشت واختفت خلال المرحلة السابقة والراهنة بعدما أفنى الموت الكثير من رموزها ، وتقدم العمر بالبقية الباقية منها وتهجير قصري لبعض الشخصيات التي كانت تزعم قيادة المعارضة واجبارهم  على اعتزال العمل السياسي ،

ومفهوم المعارضة السياسية هي جزءاً من المنظومة السياسية العامة، وبالتالي يجب أن تمتلك الثقافة والحصافة والرؤية، القادرة على تشكيل الرأي العام وتوجيهه واستغلال الحراك الميداني في التوقيت المناسب وتحت شعار وطني وألا تكون مجرد حناجر نحاسية وابواق ومعاول هدم

 ونأتي الى الجانب الاخر وهي السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة ، والتي يجب ان يكون لديها نفس اصلاحي وحسن التبرير والإدارة الناجحة ومجاراة متطلبات كل مرحلة، بما يتناسب مع طموحات كل جيل في حقبته الزمنية الخاصة به.

وإذا اسقطنا هذه الاستحقاقات على وضع دولتنا الكويت نجد ان ذلك وللأسف الشديد، شبه منعدم ، رغم المسيرة الطويلة في الحياة السياسية، وعهدها الدستوري الذي شارف على الستين سنة، فكما نفتقد الرشد السياسي والبصيرة الحكيمة على مستوى الحكومة تعاني المعارضة اختلالات جسيمة تمنعها من الاستمرار والنضج

وركب الموجه العديد من الشخصيات الكرتونيه والذين تحولو الى اصحاب ثراء فاحش ، وارتدت بعض هذه الشخصيات ثوبا فضاضا متعدد الالوان ليتماشى مع جميع المواقف لمصالحه الشخصية

وتراجع فاعلية أدوات الدولة في حالة غير مسبوقة ، تحولت محاولات عدة إلى وقود لشخصيات معارضة لها أجندتها الفردية الخاصة أو لتيارات وقوى سياسية غير مؤتمنة في الغالب ولديها موهبة القدرة على  إبرام الصفقات مع الحكومة متى ما سنحت لها الفرصة.

ونتيجة لهذه الفوضى السياسية والاستغلال الرخيص ضاعت وتلاشت المعارضة، وتحولت إلى اجتهادات متناثرة، واثرت على طموحات وامال الشباب الواعدة، في ظل الملاحقة الأمنية ، وتبخرت كل الوعود مع اتساع دوائر الفساد وتراجع الخدمات العامة،

وتحول بعض المناديب تحت قبة عبدالله السالم من مدافعين عن الامة الى كاسري ظهر الامة وتخلوا عن ادواتهم الرقابية والدستورية من اجل كسب ود الحكومة والانبطاح لها من اجل الاستمرار بالمقاعد النيابية المخملية ولم يترك شارده ولا وارده فمارس جميع انواع الخذلان في حق الامة حتى ان بعضهم قد اتهم بالمشاركة في جرائم غسيل الاموال والنائب البغالي

اذا كان يجب على الحكومة أن تستفيد من الأخطاء وتتخلص من الشوائب التي أضرت بسمعتها وتسببت في هلاكها السياسي، يجب على من يكتسي بعباءة المعارضة السياسية أخذ العبر من الأخطاء السابقة والتبصّر في اختيار من يمثلها بصدق وأمانة، وانتقاء يجب ان يضع الكويت نصب عينيه يجب ان تكون الشعارات والعناوين مصدر الهام وافعال يجب ان يكون على درابة وعلم ومعرفة بمكونات وهموم وتطلعات المجتمع ، يجب ان يكون محترف في كيفية استغلال أدوات التأثير ومنابر التعبير في الوقت المناسب وفي المكان المناسب!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.