كتاب توثيقي يحكى 65 عاماَ من الريادة من عمر الخطوط الجوية الكويتية “الطائر الأزرق” #الكويت
تدل الوثائق الأميركية على أنه تم البدء في الإعداد لإنشاء «شركة الخطوط الجوية الكويتية الوطنية المحدودة» وإقامتها جديا عام 1953. جاء ذلك بعد أن بدأت فكرة إنشاء قطاع وطني للطيران المدني في الكويت، عندما كان الشيخ عبدالله المبارك، رحمه الله، مديرا للأمن العام وبدأ اهتمامه بتأسيس دائرة حكومية للطيران المدني في البلاد، وكذلك ناد ومدرسة للطيران، لإيمانه بأن الطيران المدني أحد مقومات الحياة الحديثة ولا بد من وجوده في الكويت. وقد بدأت فكرة إنشاء شركة طيران كويتية بين اثنين من رجال الأعمال الكويتيين هما الوجيهان أحمد سعود الخالد ونصف اليوسف النصف، رحمهما الله، وأعلن الشيخ عبدالله المبارك، رحمه الله، تأييده لتلك الفكرة من خلال عودته من بيروت إلى الكويت على طائرة رسم عليها العلم الكويتي.
تطورت الفكرة بعد ذلك لتقود إلى مشروع عرضه الرجلان على مجموعة من كبار رجال الأعمال الكويتيين الذين ناقشوه واقتنعوا به ثم عرضوه على الحكومة طالبين تأسيس شركة طيران وطنية برأسمال قدره مليونا روبية موزعة على أسهم قيمة كل سهم 100 روبية. بعد أن لاقى المشروع استحسانا وصدى كبيرين في الأوساط الكويتية، تقدمت المجموعة التأسيسية بهذه الفكرة الوليدة غلى حاكم الكويت آنذاك، المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم، الذي وافق عليها فورا وحصل المساهمون على الترخيص بذلك في مارس 1954 ليكون ذلك إيذانا ببدء إجراءات تأسيس الناقل الوطني للكويت.
هذه المعلومات التاريخية الثرية عن الناقل الوطني الخطوط الجوية الكويتية (الطائر الأزرق) هي نزر يسير من الكتاب التوثيقي «65 عاما من الريادة» الذي أعدته دائرة العلاقات العامة والإعلام في شركة الخطوط الجوية الكويتية وحققه مركز الكويت للبحوث والدراسات ليروي قصة ومسيرة هذه الشركة الوطنية العريقة منذ إرهاصات الفكرة الأولى وعلى مدى ما يزيد على 6 عقود من العمل المتواصل ليبقى اسم الكويت مرتفعا في عنان السماء.
يأتي هذا الإصدار، كما قال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية يوسف الجاسم في كلمته بمقدمة الكتاب، بما يحتويه من تأريخ لمسيرة «الكويتية» كمرجع تاريخي مدعم بالصور والمعلومات والإنجازات توثيقا للماضي وشاهدا على الحاضر ومرجعا للأجيال القادمة. كما يمثل تعبيرا عن الاحتفاء بالمناسبة التاريخية للناقل الوطني الذي يختزل تاريخا طويلا من الريادة وتجاوز الصعاب طوال السنوات الـ 65 الماضية، وكذلك بما تختزنه أفئدة أهل الكويت من حب ووفاء لطائرهم الأزرق.
يتألف الكتاب الذي يأتي في 292 صفحة من القطع الكبير من 6 أبواب موثقة بالصور، حيث يتناول الباب الأول «المنطلق والبداية» ليتطرق في 3 فصول إلى أول هبوط لطائرة مدنية في الكويت وإنشاء مطار النزهة وقطاع وطني للطيران في الكويت. كما يشير إلى فكرة تأسيس شركة طيران وطنية كويتية وكيف بدأت والطائرة «كاظمة» التي كانت باكورة أسطول الشركة.
كما تناول هذا الباب مرحلة بيع الأسهم للدولة واختيار شعار «الطائر الأزرق».
جاء الباب الثاني من الكتاب ليتناول تطور الأسطول خلال 65 عاما بدءا من عصر الطائرات النفاثة ودخول الطرازات المختلفة إلى الأسطول والتاكسي الجوي وتحديث الأسطول بعد التحرير وكذا بعد عام 1998 كما يتطرق إلى توقيع «الكويتية» مع شركتي إيرباص وبوينغ وتواريخ تسلم الطائرات الحديثة منهما وعودة «كاظمة» من جديد ليختم بالحديث عن إطلاق الهوية وتطوير الشعار.
الباب الثالث يتعرض لموضوع «الكويتية.. محنة الاحتلال وصمود الأبطال»، حيث يسرد كيف تعاملت المؤسسة مع هذه المحنة المؤلمة ويتكلم عن إدارة المؤسسة في المنفى واختيار العاصمة المصرية القاهرة مقرا مؤقتا، وكيف طار «الطائر الأزرق» من المنفى رافعا راية العز الكويتية، قبل أن يتطرق إلى رحلة التحرير والإعمار وكيف نقلت «الكويتية» الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب إلى الوطن المحرر، كما يتناول الفصل الخامس من هذا الباب تدير أسطول المؤسسة أثناء العدوان العراقي وحالة الأسطول قبل الغزو وتسلم حطام الطائرات من بغداد وعودة الطائرات المسروقة من إيران. «قانون الخصخصة وتعديلاته»، كان هذا عنوان الباب الرابع من الكتاب الذي يتناول في فصلين صدور هذا القانون وتبعية الخطوط الجوية الكويتية وإجراءات تأسيس الشركة وإعادة الهيكلة قبل التخصيص وكذلك إنهاء التبعية لهيئة الاستثمار. فيما يتناول الباب الخامس «65 عاما من الريادة» الاحتفال بالذكرى الـ65 على التأسيس وافتتاح مبنى الركاب 4 برعاية مباركة من صاحب السمو الأمير وتخصيص المبنى لاستخدام الكويتية وانطلاقها لأول مرة في تاريخها منه، وكذا حصول المؤسسة على تصنيف 5 نجوم ومسيرتها في المسؤولية الاجتماعية.
في الباب السادس «وقفات وأحداث» تتناول 5 فصول المقر الرئيسي للمؤسسة والطابع المميز واستضافة «الكويتية» الاتحاد العربي للنقل الجوي 4 مرات وكيف واكبت طوابع البريد مسيرة المؤسسة والتميز المستمر لمجلة «البراق» المجلة الخاصة بالطائر الأزرق، قبل أن يذكر الفصل الرابع حدثي اختطاف الطائرتين «كاظمة» و«الجابرية».