مستشفيات مرسيليا تعود إلى ذروة أزمة الجائحة وامتلاء أجنحة العناية المركزة بمرضى كورونا.. بعدما ضربت الموجة الثانية فرنسا
عادت مستشفيات مرسيليا الفرنسية إلى روتين العمل الذي كان معتمداً في أبريل الماضي، بعد امتلاء أجنحة العناية المركزة بمرضى كورونا، وتسعى السلطات الصحية الفرنسية إلى اتخاذ قرار بشأن أفضل السبل لتوزيع الأسرة والعثور على موظفين إضافيين بعدما ضربت بلادهم الموجة الثانية من الفيروس، وفق ما ذكرت «رويترز». وقال البروفيسور دومينيك روسي الذي يرأس اللجنة الطبية بمستشفيات مرسيليا لـ«رويترز»: «عدنا إلى روتين العمل الذي اعتمدناه في أبريل، بعد فترة هدوء الصيف». وأضاف أنه تم تخصيص 95% من أسرة العناية المركزة، البالغ عددها 80 في منطقة «بوش دو رون» الجنوبية لمرضى كوفيد – 19، للتعامل مع قفزة الإصابات في بؤرة عودة ظهور الفيروس التاجي في فرنسا. وشهدت فرنسا واحدة من أكثر التسارعات حدة في الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في أوروبا منذ منتصف يوليو. بعد ثمانية أشهر من علاج مرضى كورونا، يعمل الأطباء على تحسين العلاجات، لكنهم يستغرقون وقتًا أطول لنقل المرضى إلى العناية المركزة، ووقتًا أطول لتنبيبهم، لكن هذا لا يمنع امتلاء أجنحة مرسيليا بالمصابين. يقول رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الاوروبي في فرنسا «إن نصف أسرّة وحدته البالغة 20 سريرًا تم تخصيصها لمرضى كورونا، وثمانية منهم مشغولون بالفعل»، مضيفاً: «إن أكبر مشكلتنا الآن هي العثور على موظفين إضافيين». الاختبارات المتزايدة لكن علماء الأوبئة يقولون إن الاختبارات المتزايدة التي تجريها فرنسا الآن، والتي تصل إلى نحو مليون اختبار أسبوعيًا، أي خمسة أضعاف ما كانت عليه في أبريل، قد يؤدي إلى تحريف الأرقام، مؤكدين أن الفيروس ينتشر بشكل أبطأ مما كان عليه في الربيع. قال عالِم الأوبئة، أرنو فونتاني «إن الحالات الجديدة على الصعيد الوطني تتضاعف كل 14 يومًا مقارنة بكل 3.5 أيام في مارس». وحث فونتاني على التشديد السريع للقيود في المناطق المحلية، ومن المقرر أن تناقش الحكومة الجمعة ما إذا كانت ستفرض عمليات إغلاق محلية. وظلت حالات الدخول إلى الرعاية المركزة والوفيات منخفضة في فرنسا لعدة أسابيع بعد أن بدأت الحالات في الزيادة في الصيف، وعودة زيادة الإصابات ما زال أدنى من قمم الموجة الأولى. وارتفع عدد الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب المرض يوم الأربعاء لليوم الحادي عشر، لكن عدد المرضى في وحدات العناية المركزة «599»، وهو أقل بكثير من الرقم القياسي في 8 أبريل البالغ 7148. الفيروس ينتشر بين الشباب يقول علماء الأوبئة إن الأرقام المنخفضة في المستشفى ترجع إلى أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي بين الشباب، الذين لا تظهر عليهم أعراض في كثير من الأحيان وهم أقل عرضة للإصابة لأن مشاكلهم الصحية أقل من كبار السن في دار رعاية «Les Figuiers» بالقرب من نيس، يجب على الموظفين الذين يستخدمون وسائل النقل العام الاستحمام عند الوصول، ويخضع جميع الموظفين لفحص درجة الحرارة مرتين يوميًا، وتمت إعادة تركيب شاشات زجاجية تفصل بين المقيمين والزوار، كما تم تكوين مخزون من المعدات الواقية. ويقول مشغلو دور الرعاية والسلطات الصحية إنه تم تعلم الدروس منذ بداية الموجة الأولى، عندما عانوا من نقص أقنعة الوجه، وكان الموظفون المرضى والزائرون يدخلون في كثير من الأحيان دون فحص. لكن الخطر مازال مستمراً، ففي نهاية الأسبوع الماضي ثبتت إصابة أكثر من 50 من المقيمين والموظفين في دار رعاية واحدة تحتوي على 75 سريرًا في جنوب فرنسا.