الميدان التربوي ينتفض على الدوام المدرسي : لا جودة لا تحصيل والوقت ضئيل متخصصون ..التعليم عن بعد كلام فاضي وطلبة الابتدائي في خطر

0

هزت مواقيت الدوام المدرسي التي أعلنتها وزارة التربية أخيراً لطلاب العام الدراسي 2020 -2021 الميدان التربوي وأولياء الأمور وبعض المتخصصين في الشأن التعليمي، الذين أكدوا لـ«الراي»، أن طلبة هذا العام سيتم تخرجهم بلا جودة تعليمية ولا تحصيل دراسي لأن الوزارة تريد إنهاء المنهج فقط خلال هذه الأزمة، من دون التفكير في الآثار السلبية المترتبة على النظام التعليمي جراء هذه القرارات.
وأكدت مديرة منطقة العاصمة التعليمية السابقة يسرى العمر، أن خطة وزارة التربية في التعامل مع ملف التعليم خلال أزمة كورونا، تعطى بالقطارة للمجتمع فالصورة غير واضحة لأولياء الأمور، مؤكدة أن الخطة يجب أن تعرض كاملة على المجتمع بسلبياتها وإيجابياتها، للعمل معاً على تدارك السلبيات وتعزيز الإيجابيات.
واعتبرت العمر تعامل الوزارة مع طلبة الصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى غير صحيح، متسائلة «كيف توكل لولي الأمر مهمة تقييم الطالب من دون إشراف تربوي؟»، مبدية في الوقت نفسه تحفظها الكامل على تعامل الوزارة مع طلبة الثاني عشر في الفصل التكميلي 2019- 2020، والسبب عدم وجود معيار العدالة بالمرة، مضيفة «ويا خوفي على طلبة العاشر والحادي عشر».
وشددت العمر على ضرورة طمأنة أولياء الأمور في كيفية تنفيذ الخطة الدراسية ومواعيد اليوم الدراسي مع شرح كامل لآلية توزيع الجدول، مبينة أن المواعيد المشار إليها لاتكفي للمنهج ولن يتم خلالها أي تحصيل دراسي.
وقال الخبير التربوي الدكتور محمد الشريكة لـ«الراي»، إن تقسيم اليوم الدراسي والفترة الزمنية التي حددتها وزارة التربية أخيراً لكل مرحلة دراسية في العام الدراسي 2021/2020، هي مقترحات لم تعتمد بعد وتوصيات رأتها لجنة التعليم الإلكتروني التي استندت بشأنها إلى أمرين أولها، الخوف من الضغط الكبير على شبكة الإنترنت من قبل نحو 700 ألف طالب وطالبة في القطاعين الحكومي والخاص، والأمر الثاني هو خشية عدم توافر الكافي من الأجهزة للأسر التي لديها 4 أو 5 طلاب وهذا جانب إنساني تمت مراعاته من قبل اللجنة.
ووصف الشريكة توصيات اللجنة التي تضم في عضويتها أساتذة في كلية الهندسة بغير الموفقة حيث تناولت الجانب التقني في الموضوع وغفلت عن الجانب الأكاديمي، مؤكداً أن «دولة الكويت الأقل عالميًا في عدد الساعات الفعلية للدراسة في التعليم النظامي فكيف مع هذه التقسيمات؟».
وحذر من أزمة كبرى ستطول جميع المناهج وتضرب آلية تنفيذ الخطة الدراسية المقررة في العام الجديد إن اعتمدت المواعيد المذكورة في توصيات اللجنة مذكرًا بحجم المناهج والمهارات الإضافية التي رحلت إليها من منهج العام التكميلي 2019- 2020.
واعتبرت حنان العوضي (معلمة رياضيات) أن تخصيص نصف ساعة للحصة الدراسية وقت ضئيل جداً لا يكفي لاستيعاب الطالب في نظام التعليم عن بعد، مؤكدة أن المعلمة في الفصل تحتاج نحو 15 دقيقة للبدء في الشرح وتهيئة طالباتها للمادة فكيف بنظام التعليم عن بعد حيث المعلمة في واد وطالباتها في وادٍ آخر، مؤكدة أنه حتى لو تم اختصار المناهج فإن الخطة الدراسية لن تسير بشكل جيد، لاسيما وأن بعض المواد ذات المحتوى التراكمي لا يمكن اختصار محتواها كالعلوم والرياضيات وأي إجراء يتم فيها يكون على حساب شيء آخر.
وبيّنت العوضي أن الوزارة أعلنت عن اختصار مناهج الفصل التكميلي للثاني عشر فيما في الحقيقة لم تقم بذلك الاختصار الكبير وإنما بعض الدروس الهامشية في الإحصاء الأمر الذي دفع كثيراً من الأهالي إلى التوجه إلى المعلم الخصوصي لضمان التحصيل الجيد لأبنائها، مؤكدة أن «نحو 90 في المئة من عبء التدريس يقع على الأم في نظام التعليم عن بعد فكيف مع هذه الفترات الزمنية الضئيلة؟».
ورأت سحر العلي (موجهة فنية) أن فترة الساعتين في اليوم الدراسي لا تكفي لتلقي الطالب المهارات الدراسية في مناهج تضم زخماً كبيراً من المحتويات والدروس، متوقعةً أن الآثار السلبية على الطلبة سوف تكون كبيرة في ظل هذا الوضع ولكن نأمل إن شاء الله، أن تكون فترة مؤقتة بعدها تفتح المدارس أبوابها مجدداً للتعليم النظامي.
وقالت «المنهج الدراسي راح يمشي لأن الوزارة تبي تمشيه، دون مهارات تؤهل الطالب للمرحلة الانتقالية، مؤكدة أن المواد الدراسية في الصف العاشر تبلغ نحو 14 مادة تقريبًا فماذا تفعل الساعتان وخمسون دقيقة؟»، مضيفة «بالتأكيد لن تكون هناك حصيلة دراسية».
ووصف أحمد نور الدين (موجه فني) نظام التعليم عن بعد بـ«الكلام الفاضي»، محذراً من خطر كبير يحيط بمستقبل طلبة المرحلة الإبتدائية، لاسيما طلبة التأسيس منهم في الصفوف الإبتدائية الثلاثة الأولى، مؤكداً أن التعليم عن بعد في المرحلتين المتوسطة والثانوية عبارة عن معلم خصوصي يمنح الطالب الإجابة وهو نائم في بيته بينما معلم الفصل يشرح على المنصة.
وبيّن نور الدين أن هذا الوضع قائم حتى في الجامعات الخاصة التي تدرس بهذا النظام حيث يحضّر عدد من المعلمين الخصوصي الإجابات النموذجية للطلبة وتكون متطابقة فيما بينها كأنها نسخة واحدة والكل يعلم بذلك وحده الطالب الذي لا يعلم عن محتوى المنهج شيئاً.

الدروس الخصوصية
أكدت ولية أمر لـ «الراي»، أن الكثير من معاهد التقوية التي تتخذ من المناطق السكنية مقرات لها بدأت تنشط في تقديم الدروس الخصوصية للطلاب خلال أزمة كورونا وبشكل جماعي مع تعهدها بتطبيق الاشتراطات الصحية.
وقالت ولية الأمر إن أحد المعاهد اتصل بها لتسجيل أبنائها في العام الدراسي الجديد وقد خيرت بين الدروس الخصوصية المباشرة أو عبر الأون لاين، مؤكدة «توجهت إلى مقر المعهد الكائن في إحدى المناطق السكنية فوجدته بيتاً من 3 أدوار مقسماً إلى فصول وقاعات دراسية، ويضم عشرات المعلمين في مختلف التخصصات للمراحل التعليمية كافة».

دوام المدارس

1.
من رياض الأطفال وحتى الثالث الابتدائي
«
دروس مسجلة»
2.
الرابع والخامس من الساعة 3 إلى 5 مساءً
3.
المتوسطة من 8 وحتى 10.30 صباحاً
4.
الثانوية من 10.40 وحتى الساعة 1.30 ظهراً

 الفاقد التعليمي

رأى الخبير التربوي الدكتور محمد الشريكة، أن بهذه الساعات الدراسية المحدودة يكون الفاقد التعليمي كبيراً جداً على الطلبة حيث لا تتجاوز عدد الساعات الدراسية الفعلية في الشهر الـ65 ساعة وهذا قليل جداً فيما تبلغ في التعليم النظامي 150 ساعة دراسية، مقترحاً أن يكون دوام المرحلة الثانوية من 8 إلى 11:30 صباحاً والمتوسطة من 11:30 إلى 2:30، فيما رأى الإبقاء على مواعيد الصفين الرابع والخامس من الثالثة إلى الخامسة مساءً مشدداً على ضرورة إعادة النظر في المواعيد السابقة بالتنسيق مع الميدان التربوي للخروج بتصور معقول لأن محدودية الساعات يؤثر بشكل مباشر على المحتوى الدراسي وتتابعية المنهج وسوف يخلق مشكلات كبيرة للطلبة لا سيما في الفصل الدراسي الثاني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.