أكتوبر شهر الحسم ضد كورونا.. إما اللقاح أو استمرار المعاناة
بعد أكثر من 6 أشهر على بدء المعركة ضد انتشار فيروس كورونا في كافة أرجاء العالم، فشلت الإجراءات الحكومية التي شملت الإغلاق ووقف مختلف الأنشطة التجارية والاجتماعية، وتعليق حركة الطيران، وفرض الإجراءات الاستثنائية، حيث لم تفلح في كبح جماح الفيروس الذي تسبب في إصابة أكثر من 30 مليون ووفاة نحو 950 ألف حول العالم حتى اليوم. تغيرت حياتنا وتخلينا عن عادات وأشياء لم نتخيل يوما أننا نستطيع أن نبتعد عنها.. لا سفر، ولا سياحة، ولا حفلات، ولا سينمات.. مباريات كرة القدم بلا مشجعين.. خسائر وركود اقتصادي لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن على الرغم من حجم الأضرار، لا تزال الآمال معقودة في ظل الوعود التي قطعتها الحكومات وشركات الأدوية العالمية بشأن تجهيز اللقاحات ضد الفيروس بداية من الشهر المقبل. وقبل أيام من شهر أكتوبر الذي سيشهد بداية طرح وتوزيع اللقاحات خصوصا في الولايات المتحدة واستباقا لشهر نوفمبر الذي سيشهد انتخابات الرئاسة الأميركية، حانت لحظة الحسم ومحاسبة الحكومات ومراكز الأبحاث العالمية وشركات تطوير اللقاحات التي قدمت وعودا لتقديم لقاحات فعالة وآمنة بهدف وقف انتشار الفيروس الذي آثار الهلع والرعب في العالم. «أكتوبر القاتل» تصاعدت مخاوف السكان حول العالم من قدوم شهر أكتوبر الذي وصفته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق بـ «أكتوبر القاتل»، حيث حذرت المنظمة من أن اللقاح لن ينهي جائحة كورونا وأن أوروبا ستشهد ارتفاعا في أعداد الإصابات اليومية والوفيات. وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ، إنه من غير المعروف ما إذا كان هناك لقاح محتمل سيساعد جميع الفئات العمرية. وأضاف: «أسمع طوال الوقت أن اللقاح سيكون نهاية الوباء.. بالطبع لا! إننا حتى لا نعرف إن كان هذا اللقاح سيساعد جميع الفئات السكانية وكل الحالات». زيادة معدلات الإصابة وتزامنا مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية، تتصاعد معدلات الإصابة في الدول الاوروبية، خصوصا في فرنسا التي أعلنت السلطات عن تسجيل أرقام قياسية جديدة بعد الإبلاغ عن إصابة أكثر من 13 ألف، كما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي إصابته بالفيروس. وفي مؤشر على بداية الموجة الثانية في أوروبا، أعادت فرنسا فرض التدابير الاحترازية في العاصمة باريس، كما قررت الحكومة البريطانية فرض قيود الإغلاق المحلية مجددا لمنع انتشار فيروس كورونا في أجزاء من مانشستر شمالي إنكلترا. إلى ذلك، حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من أن بلاده تواجه «موجة ثانية» من وباء كورونا، في وقت لا تستبعد حكومته اللجوء إلى عزل شامل جديد بصفته «خط الدفاع الأخير». كما أعلنت منطقة العاصمة الإسبانية مدريد التي تعدّ بؤرة وبائية، تقييد التحركات على نحو 13% من سكانها بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد. تجهيز اللقاحات قريباً في ظل الأنباء المتلاحقة بشأن قرب تجهيز اللقاحات بداية من شهر أكتوبر المقبل، تسابق العديد من الحكومات وشركات الأدوية العالمية الزمن من أجل التوصل إلى لقاحات فعالة وآمنة ضد الفيروس، ووقف نزيف الخسائر البشرية والاقتصادية والسيطرة على زيادة معدلات الإصابة بكوفيد 19. وكانت روسيا أول دولة تعلن عن نجاحها في التوصل إلى لقاح بعدما زعمت أن التجارب السريرية التي أجريت على البشر، أظهرت نتائج واعدة. وذكر تقرير دورية لانسيت الطبّية أن كلّ شخص تناول اللّقاح الروسي «سبوتنيك» طوّر أجساماً مضادة لمحاربة الفيروس دون التعرّض لأي آثار جانبية خطيرة. 20 مليون جرعة من جانبها، كشفت شركة مودرنا الأميركية أنها فى طريقها لإنتاج 20 مليون جرعة من لقاحها التجريبى لفيروس كورونا بحلول نهاية العام، مع الحفاظ على هدفها المتمثل فى تجهيز 500 مليون إلى مليار جرعة فى 2021. ورجحت شركة مودرنا الانتهاء من تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد في شهر نوفمبر المقبل، لكنها قالت إن ذلك قد يكون ممكناً في شهر أكتوبر المقبل. لقاح أسترازينيكا وبعد الصدمة التي تلقاها المجتمع الدولي مع الإعلان عن توقف التجارب السريرية للقاح «أسترازينيكا» مؤقتا بسبب الآثار الجانبية التي ظهرت على مريض في بريطانيا، عادت جامعة أوكسفورد لاستئناف التجارب على لقاح فيروس كورونا الذي تطوره بالتعاون مع شركة أسترازينيكا للأدوية. Volume 0% كما أعلن الاتحاد الأوروبي، توقيع عقد لشراء 300 مليون جرعة من لقاح محتمل تعمل على تطويره شركتا الأدوية العالميتان: سانوفي الفرنسية وجلاكسو سميث كلاين البريطانية، ليكون ثاني اتفاق من نوعه يوقعه الاتحاد بعد اتفاقه مع «أسترازينيكا» البريطانية. اللقاح الصيني أعلن مسؤول بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن لقاحات فيروس كورونا التي يجرى تطويرها في الصين قد تكون جاهزة للاستخدام من قبل عامة الناس في وقت مبكر من نوفمبر. قال كبير خبراء السلامة الحيوية في مركز السيطرة على الأمراض وو جويزن، إن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة لمرشحي اللقاحات في البلاد تسير بسلاسة ويمكن للمواطنين الصينيين تلقي اللقاحات في نوفمبر أو ديسمبر. وهناك أكثر من دولة عربية أكدت اهتمامها باللقاح الصيني بعد نجاح التجارب السريرية التي أجريت في فترات سابقة، على رأسها الإمارات ومصر والأردن. وفي وقت سابق، بدأت مصر إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصيني على السكان، ومن المقرر أن تستمر التجارب طوال شهر سبتمبر الجاري. خسائر فادحة لدول الخليج حاولت دول مجلس التعاون الخليجي تقليل حجم الضرر والخسائر الفادحة نتيجة تداعيات فيروس كورونا من خلال فرض الإغلاق ووقف الأنشطة التجارية والأعمال، غير أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومات الخليجية لم تسفر عن تراجع في أعداد الإصابات أو الوفيات. يأتي ذلك، في ظل الخسائر الاقتصادية الفادحة جراء زيادة الإنفاق الحكومي لمكافحة الفيروس، وإنهيار أسعار النفط بسبب تراجع الطلب نتيجة تعليق حركة الطيران ووقف الأنشطة الاقتصادية في دول العالم، الأمر الذي أدى إلى تفاقم عجز موازنات دول الخليج التي تعتمد على الواردات المالية لصادرات النفط. الكويت: 4 ملايين جرعة لقاح وتتجه الحكومة الكويتية لاستيراد نحو 4 ملايين جرعة لقاح ضد فيروس «كورونا» من 5 جهات عالمية؛ وذلك بعد نجاح التجارب السريرية واعتمادها رسمياً من المنظمات الدولية بحسب ما ذكرته مصادر صحية لـ «القبس». على صعيد متصل، أعلنت الإمارات، الموافقة العاجلة على استخدام لقاح ضد فيروس كورونا المستجد لأفراد خط الدفاع الأول. كما توصلت الإمارات والسعودية لاتفاق مع روسيا من أجل تجربة اللقاح الجديدة في البلدين، بحسب ما ذكره رئيس صندوق الثروة السيادي في روسيا كيريل ديميترييف.