المواجهة الأميركية – الصينية تهيمن على الجمعية العامة للأمم المتحدة … وللمرة الأولى قادة العالم ألقوا كلمات مسجلة عن بعد في قاعة هادئة تستضيف قمة افتراضية تتناول أزمة جائحة “كوفيد 19”

0

للمرة الأولى منذ تأسيسها انطلقت، أمس، أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية التي يتناوب فيها قادة العالم على إلقاء خطاباتهم، في قاعة هادئة تستضيف قمة افتراضية تتناول أزمة جائحة “كوفيد 19″، ولكن لم تغب عنها مواجهة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بفيروس «كورونا».

وللمرة الأولى أيضاً، لن تنتشر في وسط مانهاتن مواكب السيارات، وستغيب تماما التكهنات بشأن احتمال انعقاد اجتماعات استثنائية على الهامش.

وبدلاً من ذلك طُلب من قادة الدول إرسال خطاباتهم المسجلة مسبقا، ليتم بثها الأسبوع التالي في القاعة الفسيحة، حيث سمح بحضور مسؤول دبلوماسي واحد نيابة عن كل وفد، مع إلزامه بوضع كمامة.

ولم يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تستضيف بلاده القمة شخصيا، إلى الجمعية العامة.

وتجتذب القمة في السنوات العادية قرابة 10 آلاف شخص من أنحاء العالم، وهو أمر لا يمكن التفكير به في وقت فرضت الدول قيوداً صارمة على الدخول إلى أراضيها، للحد من انتشار “كورونا” الذي أودى بقرابة 950 ألف شخص.

ومع ذلك تمضي الأمم المتحدة قدما في تنظيم اجتماعات تتناول مواضيع معينة، افتراضية أيضا، على هامش القمة لمناقشة قضايا رئيسية مثل وباء “كوفيد-19” والتغير المناخي والتنوع البيئي والاضطرابات السياسية في كل من ليبيا ولبنان.

والفرص ضئيلة أيضاً لمواقف دراماتيكية للقادة في خطابتهم.

وحرصا منها على تجنب حدوث أي أخطاء فنية، طلبت الأمم المتحدة من قادة الدول إرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو قبل أربعة أيام، ما يعني غياب أي عفوية أو تفاعل مع تطورات ممكنة في اللحظة الأخيرة.

وافتتحت الأمم المتحدة أسبوعها الدبلوماسي أمس الاول بالاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيسها، في قمة افتراضية دعا خلالها الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش شخصيا إلى المزيد من التعددية الدولية.

وقال غوتيريش أمس، خلال افتتاح الجمعية العامة، إنه في مواجهة وباء “كوفيد 19″، يحتاج العالم إلى “وقف إطلاق نار عالمي لوضع حد للصراعات الأكثر سخونة والقيام بكل ما يمكن لتجنب حرب باردة جديدة”.

وحذّر من أن “هذا مسار خطير جدا”، منددا بالمنافسة الصينية- الأميركية المتصاعدة في العالم.

وبدءاً من الأمس وعلى مدى أسبوع، سيتحدث ممثلو 193 دولة بينها الولايات المتحدة والصين خلال هذا الاجتماع الذي ينعقد افتراضيا هذا العام بسبب الوباء.

وتابع غوتيريش: “لن يتحمل عالمنا مستقبلا يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكل منه قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي”.

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي ترامب في كلمته، إن الولايات المتحدة تعمل على وقف البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف ترامب: “نعمل على وضع حد لانتشار الإرهاب”، مشددا على أنه “متفائل جدا بمستقبل منطقة الشرق الأوسط”.

وحول وباء “كورونا”، قال إنه يجب تحميل مسؤولية تفشي الفيروس للصين، لافتا إلى أن “منظمة الصحة العالمية قالت في البداية إن كورونا لا ينتقل بين البشر”.

واتهم ترامب بكين بالسماح للفيروس “بالخروج من الصين وإصابة كل العالم”، موضحا “مع بدء انتشاره حظّرت الصين الرحلات الجوية الداخلية فيما سمحت للطائرات بمغادرة البلاد”.

وأثنى ترامب على تعامل الولايات المتحدة مع تفشي الفيروس قائلا: “جهودنا خفضت نسب الوفيات في أميركا”.

وأشاد ترامب بـ”اتفاقات إبراهيم” بين إسرائيل والإمارات والبحرين، واعتبر أن “اتفاقيات السلام الرائدة هذه هي بمثابة الفجر لشرق أوسط جديد”.

وأضاف: “لم أكن متفائلاً أكثر من أي وقت مضى بمستقبل المنطقة. لا دماء على الرمال، نأمل أن تكون تلك الأيام قد ولت”.

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ: “يجب على العالم أن يقول لا للأحادية والحمائية، ومنظمة التجارة العالمية يجب أن تكون حجر الأساس للتجارة العالمية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.