نجاد يهدد بفضح فساد النظام الإيراني .. هرّب إلى الخارج ملفات تدين شخصيات رفيعة وهدَّد بكشفها إذا لم يُقبَل ترشحه للانتخابات
كشف مصدر إيراني مطلع، أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد هدد بنشر معلومات موثقة عن فساد شخصيات رفيعة بالنظام الإيراني إذا لم تؤيَّد أهليته للانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو.
وبحسب المصدر، الذي لم يشأ ذكر اسمه، أرسل نجاد إلى الخارج نسخاً عن بعض الملفات الموجودة لديه عن أعضاء مجلس صيانة الدستور المكلف بتأييد أهلية المرشحين للانتخابات، مؤكداً أن هذه الملفات الفضائحية باتت اليوم بيد أحد أعوان نجاد في الخارج، مع تعليمات بتسليمها لوسائل الإعلام المعارضة إذا تم التعرض للأخير أو رفض ترشحه.
وأوضح أن المعلومات الموجودة لدى نجاد لا تقتصر على أعضاء مجلس صيانة الدستور وعائلاتهم فحسب، بل تشمل عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية المرموقة ذات الاتجاهات المختلفة، مشيراً إلى أن تهديدات نجاد أتت بعدما أرسل عدد من أعضاء المجلس رسائل عبر واسطات للرئيس الشعبوي السابق الذي يملك قاعدة مؤيدين كبيرة في الأرياف بألا يضيع وقته في السعي لكسب أصوات الناس؛ لأنه لن يتم تأييد أهليته للترشح لا هو ولا أي مقرب منه.
وقال المصدر إن نجاد رد على هذه التهديدات وفق منطق “عليّ وعلى أعدائي”، ولوّح “بهدم المعبد على رؤوس الجميع”، مضيفاً أن بعض الأصوليين عرضوا على الرئيس السابق عدم الترشح ودعم مرشحهم النهائي مقابل حصوله على منصب وحصة لأنصاره في الحكومة المقبلة، الأمر الذي رفضه نجاد بشكل قاطع.
وأكد المصدر، المقرب من نجاد، أن الأخير لم يحسم بعدُ قراره الترشح شخصياً أو ترشيح أحد أقطاب “التيار النجادي”، لافتاً إلى أن الامر مرتبط بظروف المعركة الانتخابية.
وكان نجاد تسلم وزارة الاستخبارات الإيرانية ثلاثة أشهر بعد طرد وزيرها وقتذاك حيدر مصلحي بسبب ولائه للمرشد الأعلى علي خامنئي على حساب الرئيس، واستطاع نجاد نسخ كمية كبيرة من المعلومات التي كانت هذه الوزارة جمعتها عن الشخصيات الإيرانية المختلفة وخزنتها في دهاليزها لوقت الحاجة.
وبما أن جميع الخبراء الداخليين يستبعدون مشاركة عدد كبير من الناس في التصويت للانتخابات نظراً للظروف الاقتصادية السيئة داخل البلاد، ويجمعون على أن تلك الانتخابات ستواجه نفس مصير مجلس الشورى الإسلامي حيث سُمح فقط لقسم من المرشحين الأصوليين بالترشح وشارك ٢٥% فقط من الناخبين بالاقتراع، فإن دخول نجاد للمعترك الانتخابي من الممكن أن يقلب جميع الموازين والحسابات لغياب المرشح ذي الشعبية لدى الأصوليين في وقت لا يريد أحد من الوسطيين تكرار تجربة ولايتين فاشلتين لحسن روحاني.