بريطانيا : تحويل سجن مهجور منذ القرن الثامن عشر إلى فندق من المقرر افتتاحه في 12 فبراير 2021
غالباً ما يرتبط استخدام مصطلح إعادة التدوير بالنفايات أو بقايا الأشياء التي يستخدمها الإنسان لتكون أكثر نفعاً للبيئة، بدلاً من التخلص منها، ولكن هل يمكن إعادة تدوير المباني القديمة أيضاً، ذلك ما حدث في بريطانيا.
تم تحويل أحد أكثر المباني، المشهور عنها أنها مأوى للرعب والخوف، في بريطانيا من سجن مهجور منذ القرن الثامن عشر إلى فندق، وهو سجن بودمين، الموجود في مقاطعة كورنوال الساحلية، جنوب غرب إنجلترا.
وقبل خمس سنوات زار مات كارترايت ولورين ستاوت جريفيث، المدير والمدير المساعد للمجموعة المعمارية الدولية “تويلف أرتيكيت” في لندن، سجن بودمين المهجور لتقييم ما إذا كان بإمكانهم تحويله إلى فندق فخم أم لا، وبالفعل نجحا في ذلك، وفق موقع “بيزنس إنسايدر”.
وبعد خمس سنوات من التخطيط والتجديد، من المقرر افتتاح بودمين كفندق في 12 فبراير 2021، فقد استغرق المبنى وقتاً لإعادة تهيئته، وتم استبدال الغطاء النباتي والسماء المفتوحة في مساحات المكان الفارغة، بردهة مبطنة بسقف زجاجي مائل وممرات معدنية أنيقة.
وأُضيف إلى المبنى مصاعد زجاجية خارجية لإضافة روح عصرية على المبنى التاريخي، وحولت زنازين المساجين إلى غرف للنزلاء بأثاث عصري، ويتكون كل جناح من ثلاث خلايا مترابطة، أدإحداها تعمل كغرفة نوم، والآخرتين تعملان كمنطقة معيشة.
وكان على الفريق المكلف بتجديد السجن، العمل مع عالم متخصص في البيئة لإزالة النباتات التي نمت في المكان، والزواحف التي اتخذفته مسكناً لها، وأيضاً للتعامل مع الخفافيش التي كانت تملأ المكان.
وصرح القائمين على مشروع التجديد، بأن أول وأهم أسباب التحمس لفكرة إعادة استخدام هذا المبنى التاريخي، هو مساحته الكبيرة، فلم يعد هناك مساحات كهذه في الوقت الحالي، على حد وصفهم.
ويرجع تاريخ بناء مجمع السجون لعام 1779 في عهد الملك جورج الثالث، ويقع على بعد حوالي خمس ساعات غرب لندن.
وكان المبنى المصمم على الطراز القوطي بمثابة سجن للمدينين على مدار التسعين عامًا الأولى، وأيضاً موقعًا لإعدام 55 شخصًا بجرائم تتراوح من السطو إلى القتل، وفقًا لمتحف بودمين للسجن.
ومن عام 1887 حتى عام 1922، احتلت البحرية الملكية أجزاءً من المبنى، ثم في عام 1927، أُغلق السجن، وأصبح مهجورًا لعقود طويلة.