إيران تتخوف من جرِّها إلى معركة عسكرية قبل مغادرة ترامب
كشف مصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان الإيرانية، أن الحرس الثوري والجيش الإيراني نشرا، خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 50 ألف جندي إضافي على «الجبهة الغربية» على الحدود مع العراق، إضافة إلى تعزيز القوات في هذه المنطقة بمدرعات، ومدافع، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى أرض- أرض، وأرض- جو.
وأكد المصدر، وهو عضو بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة»، أن قيادة الأركان أعلنت بالفعل الاستنفار العام لجميع القوات العسكرية والأمنية التابعة لها، عازياً هذه الخطوة إلى تخوف إيران من قيام الولايات المتحدة أو إسرائيل بعملية عسكرية ضد قوات إيرانية أو قوات متحالفة معها، خلال الفترة الانتقالية التي تعيشها أميركا بعد الانتخابات الرئاسية بهدف جر طهران إلى معركة.
وذكر المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لأنه ليس مخولاً بالتصريح، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية رصدت نقل القوات الأميركية في العراق أكثر من 200 شاحنة من السلاح والعتاد إلى قاعدة عين الأسد غرب العراق خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى زيادة رحلات طائرات الشحن العسكرية بنسبة تزيد على خمسة أضعاف رحلاتها العادية، وهذا أمر غير اعتيادي، نظراً إلى إعلان الإدارة الأميركية المتكرر نيتها الخروج من العراق.
وأوضح أن هناك تخوفاً كبيراً لدى الإيرانيين على المستويين السياسي والأمني، بأن يحاول الرئيس الحالي دونالد ترامب إثارة معركة أو حرب مع إيران قبل تسليمه السلطة لجو بايدن، يضع خلالها الأخير أمام أمر واقع لن يستطيع الخروج منه بسهولة.
وأضاف أن الخارجية الإيرانية أكدت أن ترامب وفريقه يحاولان فرض عقوبات مُكبِّلة لأيدي الرئيس المقبل تجاه إيران، وهذا ما ذكرته «القناة 12» الإسرائيلية، التي كشفت عن «فيضان» من العقوبات التي يستعد ترامب لفرضها قبل مغادرته السلطة.
وذكر أن المبعوث الأميركي الخاص بإيران اليوت أبرامز زار، أمس الأول، إسرائيل والتقى رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، ليتسلم منه حزمة مقترحات إسرائيلية لطبيعة العقوبات التي يجب فرضها على إيران قبل تسلم بايدن منصبه، إضافة إلى اتفاقيات خلف الكواليس مع بعض الدول التي تقوم إيران بالتجارة من خلالها مع العالم مثل تركيا والعراق والإمارات، لوقف جميع تعاملاتهم التجارية والمالية مع طهران، مشيراً إلى أن هناك محاولة لإجبار إيران على بدء معركة تجر الجميع إلى الحرب قبل انتهاء فترة ولاية ترامب الرئاسية.
وتحدث المصدر عن أحد السيناريوهات الممكنة، ويتضمن هجوماً قوياً ومدمراً على فصائل عراقية موالية لإيران تجبر الأخيرة على التدخل لإنقاذهم.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه من المنتظر أن يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل في 18 نوفمبر، وقد يزور دولاً أخرى في المنطقة في محاولة لزيادة الضغط على إيران.