تحت شعار «نحمدك يا ذا العرش» قطر تحتفل بيومها الوطني في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

0

تحت شعار «نحمدك يا ذا العرش» تحتفل قطر بيومها الوطني الذي يصادف الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام وهو تاريخ تولي المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس قطر الحديثة، الحكم في البلاد في عام 1878.

ففي كل عام، يجدد القطريون عهد العرفان والوفاء للذين ساهموا في كتابة تاريخ دولتهم، وقيادتها نحو الوحدة وتأسيس الدولة وإرساء قواعد نهضتها الحديثة. ويؤكدون على مشاعر العز بالانتماء للوطن والعلم وقيادة الدولة.

وتعزز احتفالات هذه السنة الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية القطرية والقيم المستهدف تحقيقها هي الإلهام، المشاركة، الإبداع، الشفافية.

وقد استوحى المنظمون لاحتفالات هذا العام شعارهم من بيت شعر في قصيدة للمؤسس يقول فيها:

لك الحمد يا مبري كبود الغلايل.. ويا منصف من كل باغي وعايل

ونحمدك يا ذا العرش والملك والعطا..ونرضى بحكمك في جميع الفعايل

ومن جيل إلى آخر، توارث القطريون خصال المؤسسين الذين واجهوا النوائب من أجل وحدة الوطن وازدهاره ورفعته، بفضل التمسك بما ينير درب الأجيال من إيمان وعلم وعمل.

وعلى مر الأزمان وفي السراء والضراء، رسم القطريون منعطفات ملحمتهم منذ التأسيس وهم يكملون المسيرة بكل فخر تحت قيادة صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتستمر الدوحة في تجاوز التحديات بكل اقتدار في ظل سياسة خارجية ترتكز على مجموعة من المبادئ المجملة في دستورها، والتي تتضمن ترسيخ السلم والأمن الدوليين واحترام أحكام ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لاسيما مبدأ احترام سيادة الدول، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، ما جعلها قوة مؤثرة في المنطقة.

السياسة الخارجية

وتتمثل أولويات سياستها الخارجية في: الوساطة في النزاعات بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى تسويات سلمية، وتعزيز التنمية المستدامة، والحد من التمييز ضد النساء والأقليات الدينية، وتعزيز المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات، ودعم وترسيخ جهود تقليص الاحتياجات الإنسانية المتوقعة في الظروف الطارئة والمعقدة.

وإن دولة قطر تؤمن بتأسيس التحالفات وإيجاد الحلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة، مع احترام حقوق الدول ذات السيادة.

وكما قال صاحب السمو الشيخ تميم فقد «اضطلعت دولة قطر بمسؤوليتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، ودعمت الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي ومبادرات مكافحة الإرهاب وحفظ السلام».

وانطلاقا من التزامها بنبذ القوة والإكراه، تسعى قطر دائما إلى الوصول لحل سلمي للنزاعات من خلال الوساطة، التي تشكل إحدى أولويات سياستها الخارجية.

وتمتلك الدوحة سجلا طويلا وحافلا بالنجاحات في مجال الوساطة في النزاعات، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. فقد أثبتت التزامها بالوساطة في شهر سبتمبر الماضي حين استضافت مفاوضات السلام الأفغانية. وقد استهلت هذه المفاوضات التاريخية بين طالبان والحكومة الأفغانية في الدوحة، حيث التقى الجانبان وجها لوجه للمرة الأولى على أمل إنهاء الصراع المستمر منذ عقدين من الزمن.

كما تواصل قطر لعب دور فعال في جهود الحفاظ على الأمن ومكافحة ظاهرة التطرف، إذ تواصل اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لدحر الإرهاب والتطرف العنيف من خلال التعاون الثنائي والتعاون متعدد الأطراف مع البلدان المعنية.

وكدولة مسلمة، تواصل دولة قطر وقوفها في وجه أولئك الذين يشوهون صورة الإسلام من خلال ارتكابهم أعمالا عنيفة تتسم بالبشاعة والجبن. وتفخر قطر باتحادها مع شركائها الدوليين لتشكيل تحالف قوي في مواجهة هذا التهديد المشترك، وبتعزيزها ثقافتها القائمة على التسامح منذ أمد بعيد.

وفي يونيو 2020، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرها السنوي المفصل حول الإرهاب لعام 2019، والذي ثمنت فيه جهود قطر في مكافحة الإرهاب على جميع المستويات.

المساعدات الإنسانية

ويمثل تعزيز الإمكانات البشرية جوهر سياسة الدولة الداخلية والخارجية، إذ تحرص دولة قطر على تقديم المساعدات للمتضررين من الأزمات بشتى أنواعها، كالحروب والزلازل والفيضانات، وغيرها من الكوارث الطبيعية، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، مع التزامها بمثل النزاهة والحيادية.

وقد قدمت دولة قطر مساعدات عاجلة للمتضررين من إعصار تسونامي الذي عصف بإندونيسيا، والزلازل المدمرة في باكستان والصين وهايتي وغيرها.

وعلى مدار السنوات الماضية، وسعت دولة قطر برنامج مساعداتها الدولية على نحو كبير، وذلك من خلال تقديم التبرعات الحكومية إلى جانب تلك التي تقدمها المؤسسات الخيرية القطرية.

ومنذ عام 2012 وحتى شهر يونيو 2019، قدمت دولة قطر مساعدات بقيمة 6.75 مليارات دولار لأكثر من 100 دولة حول العالم.

شراكة في مواجهة «كورونا»

وفي إطار الجهود الرامية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، واصلت دولة قطر التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق، شارك صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد عبر تقنية الاتصال المرئي في مؤتمر القمة العالمي للقاحات 2020 الذي استضافته لندن في الرابع من يونيو الماضي، وأعلن عن تعهد جديد من دولة قطر بتقديم مبلغ 20 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي). كما تعهدت دولة قطر بمبلغ 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية دعما لجهودها في تطوير معدات الاختبار والعلاجات واللقاحات لفيروس كورونا. كما قدمت دولة قطر المساعدات الإنسانية لعدد كبير من الدول الصديقة، وقامت بإرسال أطنان من المساعدات الطبية إلى أكثر من 80 دولة صديقة.

ولم تمنع التحديات قطر عن التقدم وتحقيق إنجازات مذهلة على جميع الأصعدة، ولعل من بين أبرز تلك النجاحات ما حققته الخطوط الجوية القطرية و«القطرية للشحن الجوي» اللتان لعبتا دورا فريدا خلال أزمة جائحة كورونا، حتى أصبحتا شريان حياة للمسافرين العالقين حول العالم، ولنقل إمدادات الغذاء والدواء.

وحظيت قطر بثناء وتقدير الحكومات والمسافرين بسبب تنظيمها رحلات جوية لإعادة مئات الآلاف من المسافرين العالقين خارج بلدانهم بسبب الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد.

نجاحات

وعلى الصعيد الداخلي، تواصل قطر مسيرة التقدم والتنمية في شتى المجالات، بعد أن تمكنت من تسريع خطط تطوير قطاعي الزراعة والصناعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث جرى إنشاء المئات من المصانع والشركات، والمشاريع العملاقة، وفي مقدمتها ميناء حمد الدولي والمستشفيات، والطرق السريعة والمتاحف الرائدة والمنشآت الرياضية العملاقة استعدادا لكأس العالم لكرة القدم 2022. وأسفرت هذه الخطوة عن نجاح قطر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد احتياجاتها الغذائية بنسبة كبيرة لتكسب اقتصادها مناعة قوية تعزز بها مكانتها في المنطقة والعالم.

باختصار، حافظت قطر على تصنيفها الائتماني القوي من قبل وكالات التصنيف العالمية، وحققت قفزة نوعية في إنتاج الطاقة بما يعزز من متانة الاقتصاد، ومن مكانة قطر في سوق الغاز الطبيعي العالمي، دون أن تنسى الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، كما تواصل قطر للبترول مسيرتها نحو العالمية، حيث تشارك في عمليات الاستكشاف والإنتاج في عشر دول من أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا، منها دولتان عربيتان.

وأثبت الاقتصاد القطري صلابة وصمودا تجلى في العديد من الإنجازات الصناعية والتجارية والزراعية والمالية، إلى جانب قفزات في أنشطة الطاقة والغاز وتوسيع الاستثمارات الداخلية والخارجية.

وقد صنف تقرير التنافسية العالمية لسنة 2019 قطر كأحد الاقتصادات الأكثر تنافسية في الدول العربية، إذ حصلت على المرتبة الثانية عربيا و29 عالميا.

وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن قطر ستكون من بين ست دول في العالم تحقق فائضا في موازنة هذا العام، رغم تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على اقتصادات دول العالم الكبرى بشكل لافت.

وأظهر الاقتصاد القطري كفاءة ومرونة، وحلت قطر ضمن الـ 30 الكبار عالميا في تقرير التنافسية العالمية لعام 2019 الصادر عن منتدى «دافوس» للاقتصاد العالمي. فيما شغلت المرتبة الأولى عربيا وضمن الـ 10 الكبار عالميا في أكثر من 20 مؤشرا ضمن تقرير التنافسية.

وواصلت قطر، أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال، بنسبة تصل إلى 30% من الإنتاج العالمي للغاز، مشاريعها التوسعية والإنتاجية وخططها الاستثمارية، وأعلنت «قطر للبترول»، في 2019، زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويا بحلول 2027.

وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن قطر ستنجح في أفق عام 2020 في تمويل كامل موازنتها الحكومية من إيرادات استثمارات جهاز قطر للاستثمار. وبحسب تصنيف معهد صناديق الثروة السيادية الأميركي، فإن جهاز قطر للاستثمار، يعد عاشر أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم. وقد واصل الصندوق السيادي القطري استثماراته الداخلية وكذلك في الأسواق الكبرى، خاصة في القارتين الأميركية والأوروبية، وتقدر استثمارات الجهاز فيهما بـ 135 مليار دولار، بالإضافة إلى نحو 30 مليار دولار في آسيا، من ضمنها 10 مليارات دولار في الصين، و13 مليار دولار في روسيا.

وتجاوز عدد الشركات الجديدة التي تأسست 47 ألف شركة، وبلغ عدد المنشآت الصناعية المسجلة العاملة والمرخصة مع نهاية عام 2019 نحو 1464 منشأة صناعية بمختلف القطاعات الصناعية الاستهلاكية والتحويلية مقارنة بنحو 1333 منشأة في منتصف عام 2017 وبنحو 1171 بنهاية عام 2016.

واستفادت قطر من الشراكات الاقتصادية الإستراتيجية الجديدة وفتح المزيد من الأسواق والمجالات التجارية المتنوعة، كما استطاعت أن ترفع من حجم صادراتها للخارج بشكل قوي، بعدما أضافت عشرات الوجهات الجديدة لاسيما بعد تدشين ميناء حمد الذي يعد واحدا من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، ودشن الميناء خطوط ملاحة جديدة لمد البلاد بما تحتاجه من متطلبات العيش وتنفيذ مشاريع البنية التحتية في ظل التطورات التي تشهدها البلاد استعدادا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022.

التعليم ركيزة التنمية البشرية

وتولي دولة قطر اهتماما كبيرا بالتنمية البشرية بفضل قيادتها الرشيدة التي تؤكد دائما أهمية العنصر البشري كونه الرافد الأساسي للتنمية.

وقد تأسس التعليم النظامي في دولة قطر عام 1952، وتسارعت وتيرة التطور التعليمي في البلاد حتى أصبحت تشمل كل تجمع سكاني في الدولة لكلا الجنسين وفي جميع مراحل التعليم وصولا إلى التعليم الجامعي.

وأنشات الدولة العديد من المدارس والجامعات والكليات ومراكز البحوث والتدريب التي ساهمت في تنمية مهارات الكوادر البشرية، واستقطبت العديد من المدارس والجامعات العالمية، وعملت على اعادة تأهيل قدرات الشباب، بما يلبي احتياجات التنمية في البلاد.

وأطلقت قطر مبادرة إلى تطوير التعليم العام في الدولة عام 2004 تحت شعار «تعليم لمرحلة جديدة»، تهدف هذه المبادرة إلى توفير أفضل سبل التعليم لأبنائها، وتقوم وزارة التعليم والتعليم العالي بمسؤولية رسم السياسة التعليمية بالدولة، وتطوير خطة التعليم والاشراف على تنفيذها لتحقيق رؤية قطر 2030 في بناء الإنسان القطري القادر على المشاركة الفعالة في جميع نواحي الحياة.

الصحة على أعلى المستويات

وحقق القطاع الصحي خطوات عملاقة سواء من جهة توفير أحدث الأجهزة الطبية والمعدات أو من جهة استقطاب أفضل الكوادر الطبية والفنية وتوسيع رقعة الخدمات الصحية من خلال افتتاح عدة مراكز ومستشفيات في أنحاء متفرقة من البلاد.

وتقوم وزارة الصحة العامة بوضع الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية في الدولة في ضوء رؤية قطر الوطنية. كما تقوم الوزارة بوضع الخطط والبرامج المنبثقة عنها، وتحديد نظم الرقابة والمتابعة اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية الصحية ككل. وتوفر الوزارة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية على مستوى يحظى بسمعة دولية وتقدير عالمي من خلال خدمات الصحة والرعاية الصحية والتي تشرف على 23 مركزا صحيا أوليا موزعا على جميع المناطق في قطر، وخدمات القومسيون الطبي الذي يختص بالكشف على جميع القادمين إلى البلاد للعمل أو الزيارة، واصدار تراخيص المهن والمنشآت الطبية والصحية والصيدلية، وتضطلع إدارة الصيدلية والرقابة الدوائية باقتراح السياسة الدوائية، كما تتولى إدارة المكاتب الطبية للعلاج بالخارج متابعة الحالات التي يقرر بشأنها العلاج بالخارج.

احتلت المرأة دورا بارزا في دولة قطر حيث أصبحت تنافس الرجل في أعلى المناصب الإدارية والعلمية وقامت بجهد فاعل من خلال إسهامها في شتى المجالات داخل المجتمع القطري وخارجه، يأتي ذلك تحت التوجيهات الكريمة لحضرة صاحب السموأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

كما أبرزت دولة قطر الدور الجلي للمرأة، وذلك بتعزيز دور المنظمات الاجتماعية التي تعنى بشؤونها معبرة عن الإيمان العميق بمكانة المرأة القطرية وقدرتها على تبوؤ أعلى المناصب وأداء الأدوار المنوط بها بكل حيوية وفاعلية ومسؤولية.

وبدأت المرأة دورها بالتعلم في المدارس التي قادتها المرأة أيضا من خلال السيدة آمنة محمد، رحمها الله، مبينة بذلك الأثر الهام في تكوين وصناعة نهضة جديدة للدولة مبنية على أسس عليا. وتنوعت التخصصات التي دخلتها المرأة كالتربية والطيران والهندسة والطب والقانون والشؤون الدولية والشريعة والإعلام والآداب والفنون والعلوم التطبيقية بمختلف أنواعها. ومازالت المرأة في قطر تتوسع في نطاق التخصصات التي تدرسها لتثري بها الدولة في مجالات واسعة تنافس وتواكب بها مجريات العصر.

وشمل دور المرأة القطرية العمل الديبلوماسي الذي تبوأت به المناصب العليا مؤكدة بذلك مشروعية حقها في تمثيل دولة قطر بالخارج، حيث تم تعيين سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني كأول سفيرة تعمل في منصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف ثم أصبحت المندوب الدائم لدولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وشاركت القطريات في الانتخابات البلدية التي بدأت عام 1998 بنسبة 47% بعد إقرار حقي الانتخاب والترشيح للمرأة القطرية وكان لها نصيب في الفوز بمقعد.

وبرزت المرأة القطرية أيضا في القطاعات المالية والاستثمارية، وكان لها في قطاع السياحة الإسهام الكبير، حيث شاركت في الفعاليات السياحية التي تنظمها الدولة وهيئة متاحف قطر وكتارا للضيافة، كذلك أبدعت المرأة القطرية في مجال الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وفي مجال الديكور المسرحي، وخاضت المرأة مجال الإعلام منذ بدايته، واستمرت به إلى أن شغلت المناصب الكبرى في مجال الإعلام المرئي والمسموع. كما ساهمت المرأة القطرية بدور هام في المؤسسات الخيرية وذلك بتقديم المساعدات والإعانات داخل المجتمع وخارجه وإعداد البحوث الميدانية عن الأسر المتعففة.

السياحة في قطر.. عجائب طبيعية وعبق الأصالة

تمتلك دولة قطر العديد من مقومات السياحة من خلال محمياتها الطبيعية وقلاعها الأثرية وسلسلة المنتجعات والفنادق العالمية والحدائق العامة والمتنزهات والمطاعم والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية الكبرى. فكورنيش الدوحة وهو عبارة عن متنزه ذي واجهة مائية ممتد حول خليج الدوحة على مساحة 7 كيلو مترات، يوفر الكورنيش إطلالات خلابة على المدينة لتشمل الأبراج الشاهقة ومركز أعمال المدينة والمجسمات البارزة لمتحف الفن الإسلامي.

ولا شيء يضاهي التجول في الأزقة المزدحمة للسوق الرئيسي في الدوحة، حيث يعتبر «سوق واقف» مكانا مثاليا للتمتع بتجربة تسوق أصيلة في المدينة والاستمتاع بأجواء التجارة العربية التقليدية والهندسة المعمارية المحلية. كما تضفي الموسيقى التقليدية على المكان مع العروض الثقافية والفنية أجواء استثنائية. استرخ واستمتع بالأجواء من حولك في خيارات المطاعم والمقاهي المميزة المتوافرة.

وتقع الزبارة على الساحل الشمالي الغربي لدولة قطر، وتتألف من قلعة الزبارة التي تم ترميمها بمنتهى الحرص مع المناطق الأثرية المحيطة التي تبلغ مساحتها 60 هكتارا. الزبارة مدرجة ضمن قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وتعتبر أفضل مثال على المواقع الأثرية الباقية التي تجسد فترة القرن الثامن عشر والتاسع عشر في المنطقة.

ويبعد خور العديد 60 كيلومترا عن الدوحة في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، وهو إحدى العجائب الطبيعية الأكثر روعة في قطر، ويسمى أيضا «بالبحر الداخلي». تم تحديده كمحمية طبيعية من قبل اليونيسكو، وهو أحد الأماكن القليلة في العالم التي يتواجد فيها البحر في قلب الصحراء. لا يمكن الوصول إليه مشيا على الأقدام. لذا لابد من ركوب سيارات الدفع الرباعي لعبور الكثبان الرملية العالية.

وفي الحي الثقافي (كتارا) تجتمع الثقافة والإبداع. وتعكس كتارا إرث الفن المعماري في المنطقة، كما تحفل مسارحها وقاعاتها الرائعة بعروض متنوعة على مدار العام تشمل الحفلات الموسيقية والعروض والمعارض الفنية. ولا يقتصر هذا المعلم البارز على ذلك فحسب، بل يشمل أيضا خيارات مطاعم رفيعة المستوى تقدم أشهى المأكولات من المطابخ العالمية، فضلا عن الشاطئ الخاص الواسع الغني بخيارات الرياضات المائية.

كأس العالم 2022.. النسخة الأكثر صداقة للبيئة

كان المجال الرياضي ساحة لملاحم كبرى، حيث سجلت قطر إنجازات رياضية مذهلة، فقد تمكنت، من التعامل بامتياز مع التحدي الأكبر أمامها وهو استكمال مشاريع مونديال قطر 2022، ونجحت في تنفيذ العديد من تلك المشاريع قبل الجدول الزمني المحدد لها، ومن بينها ملاعب المونديال ومشاريع البنية التحتية الأخرى، مثل مترو الدوحة وشبكة الطرق والجسور الحديثة والواسعة التي تم تدشينها تحضيرا لهذا الحدث العالمي.

وبالفعل، جرى تدشين اثنين من ستادات المونديال هما ستاد خليفة الدولي، وستاد الجنوب. ومن بين الإنجازات الرياضية الكبيرة استضافة العديد من البطولات العالمية والإقليمية الكبيرة.

وستكون بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 نسخة لا مثيل لها عبر التاريخ. حيث ستكون مرافقها وفعالياتها مترابطة بشكل يضمن المحافظة على البيئة، وستكون تجربة كل مشجع خلالها مرسومة وفق ما يحب. وستكون المرة الأولى التي تقام فيها بطولة كرة القدم الأضخم في العالم على أرض عربية، كما ستكون بطولة كأس العالم لكرة القدم الأولى من حيث تقارب المسافات بين الستادات، الأمر الذي سيجعل من السهل على المشجعين حضور مباراتين في يوم واحد.

وسيتنقل المشجعون لحضور المباريات من خلال المترو، والسيارات، والقطارات، والدراجات النارية، بالإضافة إلى التاكسي المائي، وذلك باستخدام أنظمة مواصلات متقدمة ستساعد على جعل بطولة 2022 النسخة الأكثر صداقة للبيئة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم. ستبعد جميع خيارات السكن والإقامة الاقتصادية منها والفخمة مسافات قصيرة عن منشآت البطولة الأمر الذي يعد عاملا آخر في تسهيل تجربة المشجعين. وسيمنح المونديال الكروي، عشاق كرة القدم كامل الراحة وحرية الاختيار، ليشكل كل منهم تجربته الخاصة في هذه البطولة الاستثنائية بكل المقاييس.

ولن تستغرق الرحلة بين أي من ستادات بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر أكثر من ساعة واحدة. وهذا يعني أن باستطاعة الجماهير تشجيع منتخبهم المفضل في ستاد الوكرة، جنوبي الدوحة، في مباراة تقام خلال فترة ما بعد الظهيرة، ثم يلتحقون بعد ذلك بأجواء الإثارة في مباراة أخرى تقام في ستاد البيت ـ مدينة الخور، شمالي قطر، في مساء نفس اليوم.

قطر والكويت.. علاقات راسخة قوامها الأخوة والقربى

بقلم: بندر بن محمد العطية

سفير دولة قطر في الكويت

يسعدني ويشرفني والشعب القطري يحتفل في ظل قيادته الحكيمة كل عام بذكرى اليوم الوطني لدولة قطر، ذكرى تولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر، أن أرفع أسمى وأطيب التهاني لمقام قائد مسيرة النهضة والتنمية والتقدم والازدهار، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، وإلى الحكومة الرشيدة ولشعب دولة قطر الكريم الوفي لقيادته، الداعم لمسيرة الخير والنماء والرخاء، المتطلع لغد أفضل ومستقبل أجمل لوطنه وأبنائه.

وهي مناسبة وطنية عزيزة لاستذكار الأسلاف العظماء، بناة المجد الذين أرسوا دعائم وطن العزة والشموخ ولولاهم ما كان ما نحن فيه من كريم العيش والرخاء ممكنا.

ولذلك، تضع دولة قطر بناء الإنسان القطري في صدارة أولوياتها، وقد استطاعت بناء مجتمع متماسك قوامه التربية القويمة والتعليم الراسخ، حيث إن بناء الإنسان يظل الهدف الأسمى والقاعدة المتينة لبناء الأوطان.. ولم تدخر الدولة جهدا في دعم التعليم في مختلف مراحله وتوفير أفضل الكوادر لبناء جيل متعلم ومثقف ومتمسك بثوابته الوطنية والقومية والإنسانية وهو يستشرف مستقبلا زاهرا بمشيئة الله.

كما تولي دولة قطر اهتماما خاصا للمرأة التي نالت حقوقها كاملة كما تهتم بالطفل، حيث توفر الدولة كل المعينات على التربية والتنشئة السليمة.

واستكمالا لبناء الشورى والديموقراطية في البلاد، فقد أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في الخطاب السامي أمام مجلس الشورى مؤخرا عن إجراء انتخابات المجلس في أكتوبر المقبل، بإذن الله، وذلك تعزيزا لتقاليد الشورى والمشاركة الشعبية الأوسع.

إن دولة قطر بفضل الله وتوفيقه تخطو بثبات نحو مستقبل مشرق، كما حافظت على مواقعها المتقدمة في الأداء الاقتصادي واستطاعت بفضل الله تجاوز التحديات نظرا لاقتصادها المتين الذي استطاع أن يكون بحجم التحدي وأن يمتص الصدمات الكبيرة بأقل الخسائر ويخرج منتصرا.

وقد حافظت دولة قطر على موقعها المتقدم أيضا في صدارة دول العالم في الناتج القومي المحلي وهو ما انعكس على البنية التحتية والرخاء والمشاريع المنتجة وكذلك ظلت دولة قطر تحتفظ بمواقع متقدمة في شتى المؤشرات الدولية المتعلقة بالنزاهة والأداء الاقتصادي والتنمية وغيرها.. ونشير في هذا الصدد الى ما حققته الخطوط الجوية القطرية وميناء حمد الدولي وغيرهما من مراكز الصدارة.

وفي هذا الإطار، تمضي دولة قطر في إنفاذ تعهداتها بإقامة أكبر حدث فريد تشهده المنطقة وهو بطولة كأس العالم 2022 وقد اكتملت بحمد الله معظم المنشآت الضخمة الفخمة والتي ستكون بمشيئة الله حدثا غير مسبوق وشاهدا على قدرات دولة وشعب قطر وفخرا لشعوبنا الخليجية والعربية ودول العالم الثالث كافة.

وظلت دولة قطر تهتم بضيوفها الوافدين المشاركين في بناء الدولة والتنمية، حيث شرّعت القوانين التي تحفظ لهم حقوقهم الإنسانية والمادية كاملة وبما يتماشى مع أرقى المعايير الدولية، كما أنشأت المؤسسات الوطنية الرقابية التي يمكنها متابعة وتنفيذ تلك الحقوق وسهلت إجراءات الإقامة والخروج، كما أتاحت للمنظمات الدولية فرصة الزيارات المتكررة للوقوف على أوضاعهم.

واهتمت دولة قطر بالقوانين الجاذبة للاستثمار والمشجعة للمستثمرين ممثلة فيما تقدمه الدولة لهم من إعفاءات وأراض وتسهيل مهمة تحويل مكتسباتهم ومدخراتهم دون قيود سوى تلك التي تفرضها القوانين الدولية.

وفي المجال السياسي، ظلت دولة قطر ملتزمة بالثوابت والمبادئ التي تحددها المواثيق الدولية ممثلة في الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها، وفي مقدمتها العمل على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومحاربة الإرهاب وغسيل الأموال مع دعمها الكامل في كل المحافل الدولية لحقوق الشعوب المستضعفة.

التي قررتها الأمم المتحدة وفي مقدمة ذلك حق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دأبت دولة قطر على تقديم المساعدات الإنسانية لجميع مناطق الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة في العالم المتمثلة في معونات الغذاء والدواء والكساء، بالإضافة الى تقديم برنامج طموح لتعليم الأطفال حيث تواصل دولة قطر اهتمامها بتعليم الأطفال والشباب في البلدان النامية، وخاصة في المجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات بهدف تحصينهم ضد أشكال الجريمة المنظمة من خلال برامج عديدة، وتبنيها فكرة وإنشاء «مؤسسة التعليم فوق الجميع» التي وفرت فرصا تعليمية للأطفال والشباب، وأعطت الفقراء والمهمشين منهم والنساء أملا حقيقيا في المستقبل، وضمان فرصة التعليم النوعي والمنصف والشامل للفئات المستضعفة والمهمشة باعتبارها عاملا تمكينيا للتنمية البشرية.

ولا يخفى ان هذا العام تسوده أجواء عالمية مضطربة، حيث ألقى تفشي فيروس كورونا المستجد بظلاله على جميع مناحي الحياة خاصة الاقتصادية والاجتماعية ولكن دولة قطر بحكمة قيادتها وجهود شعبها وعلاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء تمكنت من عبور الأزمات بسلام بل وتعاونت مع العالم لدرء الخطر ومواجهة الفيروس من خلال مساهماتها الطبية والإنسانية في عدة بلدان بالإضافة لدعمها للأبحاث، كما بذلت جهدا مقدرا للسيطرة على تلك التداعيات حتى بلغ العالم مرحلة الاستبشار بنجاح اللقاحات ضد الفيروس وهنا نأمل ان تكتمل فرحة العالم كله باختفاء الوباء وعودة الحياة لطبيعتها.

كما يسعدني التأكيد على العلاقات النموذجية المتينة والراسخة بين دولة قطر ودولة الكويت الشقيقة التي قوامها الإخوة والقربى والدم والتاريخ المشترك والتي نحرص على تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية بتوجيهات كريمة من سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «حفظه الله»، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد «حفظه الله»، بما يؤكد حرص القيادة في البلدين الشقيقين على ان تكون العلاقة نموذجا يحتذى به في التعاون والتنسيق لمصلحة الشعبين الشقيقين.

كما نود الإشارة الى انه التزاما بالاشتراطات الصحية التي فرضتها جائحة كورونا فإن السفارة لن تتمكن من إقامة حفل اليوم الوطني الذي اعتدنا على إقامته في بلدنا الثاني وكانت تميزه المشاركة الأخوية الصادقة من الأشقاء بدولة الكويت الشقيقة والتي تدل على ما يحمله الشعبان لبعضهما من مشاعر الود والمحبة المتبادلة ولذا لزم الاعتذار، سائلين العلي القدير ان يرفع البلاء وتعود الأفراح الوطنية.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان والعرفان لدولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا على ما بذلته من جهود وما تبديه من حرص للم الشمل الخليجي وحل الأزمة الخليجية، والتي بدأها طيب الذكر المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، ثم تواصلت على يد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والتي نأمل ان تكلل بكامل النجاح.

والشكر موصول للصحافة الكويتية التي تواصل دعم علاقات البلدين الشقيقين وتسهم بفاعلية في تعزيزها وتطويرها وذلك دليل حرصها على وحدة شعوب الخليج كأسرة واحدة لن تنفصم عرى أخوتها بإذن الله.

حفظ الله دولة قطر والكويت الشقيقة من كل مكروه ورفع البلاء والوباء عن بلادنا وكل العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.