الكويت وتركيا تؤكدان على تطابق الرؤى التام إزاء القضايا الإقليمية والدولية وأهمية إيجاد الحلول السياسية
أكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس تطابق الرؤى التام ازاء القضايا الاقليمية والدولية وأهمية ايجاد الحلول السياسية لها.
وقال الشيخ أحمد الناصر في مؤتمر صحفي مع جاويش أوغلو سبقه توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين في عدة مجالات بالعاصمة أنقرة أنه بحث مع نظيره التركي عدة قضايا من بينها الوضع في سوريا وليبيا واستئناف عملية السلام خصوصا للأشقاء في فلسطين.
وأضاف ان دولة الكويت وتركيا قدما الدعم للمبادرة السعودية فيما يتعلق بالأزمة اليمنية معربا عن شكره لجميع الدول بما فيها تركيا التي قدمت الدعم لمساعي أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وسمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة الخليجية.
وأوضح أنه “مررنا بالخليج وبالإقليم وأيضا على المستوى الدولي بثلاثة أعوام مليئة بالمرارة والالم نتيجة الخلاف بالخليج” بيد أن جميع الجوانب المتعلقة بالأزمة تم تجاوزها بحكمة قادة دول الخليج ومصر في قمة (العلا) مطلع العام الجاري.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع تركيا وصف الشيخ أحمد الناصر العلاقات التي تمتد الى 57 عاما بالمتينة والوطيدة تخللها الكثير من التعاون والتطور في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد خصوصا في العقدين الماضيين.
وأكد أهمية لجنة التعاون المشتركة الكويتية – التركية في إعطاء إطار مؤسسي للعلاقات الثانية بين البلدين وإعطائها أيضا موضوعية في كيفية تطويرها في جميع القطاعات والمجالات.
وشدد على ان العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والسياحية وغيرها من المجالات بين الكويت وتركيا تمضي على قدم وساق لافتا الى توقيع ست وثائق ومذكرات تعاون ليصبح إجمالي عدد الاتفاقيات المبرمة بين البلدين 61 اتفاقية ومذكرة تعاون تعالج وتناقش كافة المجالات.
وأشار الى الاتفاق على مذكرة تعاون للعامين القادمين واتفاق آخر على رؤية لخمسة أعوام مقبلة لتطوير التعاون بين البلدين معتبرا ان التداعيات المرتبطة بتفشي فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) تعد فرصة لاستكشاف مجالات التعاون بين الكويت وتركيا. وفي هذا الصدد بين الشيخ أحمد الناصر أنه بحث مع جاويش أوغلو تعزيز المنظومة الصحية بين البلدين بالإضافة الى كافة الجوانب المتعلقة بالأبحاث والتطوير.
وأضاف ان الجانبين ناقشا ايضا مجالات التعليم والأنشطة الثقافية والاستفادة من الخبرات التكنولوجية فيما يخص التعليم والأمن السيبراني. وأعرب عن تعازي أمير دولة الكويت وحكومتها وشعبها لسقوط ضحايا جراء الإصابة بفيروس (كورونا) في تركيا متمنيا الشفاء العاجل للمصابين بالجائحة.
من جانبه ثمن وزير الخارجية التركي وساطة دولة الكويت في المنطقة وقيامها بدبلوماسية “مكوكية” بين دول الخليج مؤكدا دعم بلاده للكويت في هذا الإطار.
ووصف دولة الكويت “بالماركة الدولية” فيما يتعلق بالوساطة وايضا لها جهود كبيرة في منظمة التعاون الاسلامي وهي لم تفقد حيادها ابدا.
وأشاد بالإرث الكبير الذي تركه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مؤكدا استمراره في عهد سمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وحول العلاقات بين البلدين أوضح جاويش أوغلو انه اتفق مع الشيخ أحمد الناصر على عقد الاجتماع كل عام في إطار اللجنة المشتركة في حين يعقد نواب الوزراء اجتماعاتهم كل ستة أشهر لتقييم العلاقات على كافة الصعد.
وأكد ان الهدف من ذلك تفعيل الآليات المشتركة واستخدامها بشكل فعال لإيصال العلاقات بين البلدين الى أعلى المستويات مشيرا الى الزيارات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وزيارته الرسمية أيضا الى الكويت بالإضافة الى زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الى أنقرة العام الماضي. ولفت الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 704 ملايين دولار في عام 2019 بيد أنه تراجع قليلا العام الماضي مشددا على ان الهدف هو بلوغ المليار دولار وفق الخطة الموضوعة بين البلدين.
وأضاف ان حجم المشاريع التي تنفذها الشركات التركية في دولة الكويت بلغ 5ر8 مليار دولار مؤكدا استمرار هذه الشركات في مشاريع الكويت لرؤية 2035.
ودعا الى تنويع مجالات التعاون بالعلاقات بين البلدين خصوصا في قطاع الصناعات الدفاعية في ظل الجائحة التي أثرت على العالم أجمع وتعزيز التعاون في إطار منظمة التعاون الاسلامي.
وكان وزير الخارجية الكويتي ونظيره التركي ترأسا في وقت سابق اليوم اجتماع الدورة الثانية للجنة التعاون المشتركة الكويتية – التركية ومن المقرر ان يلتقي الرئيس التركي في وقت لاحق.