النقابات النفطية تحذر من عدم صرف مكافأة الصفوف الأمامية للعاملين في القطاع تحت أي ذريعة
حذرت النقابات النفطية من عدم صرف مكافأة الصفوف الأمامية للعاملين في القطاع النفطي تحت أي ذريعة، مشيرة إلى أنها لن تقبل أبدا بأن يتم إقصاء العاملين في هذا القطاع الحيوي من المكرمة الأميرية للصفوف الأمامية، رغم أنهم حملوا على عاتقهم استمرارية إنتاج وتصدير وتكرير النفط مورد الدولة ألأساسي، وأدوا عملهم بكل كفاءة وتميز بأعمال وطنية خالصة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات مساء أمس الأول بمشاركة النائبين د.صالح المطيري ود.حسن جوهر وحضور رؤساء النقابات النفطية لبيان الحقيقة حول تلك المكافأة.
وأعلن رؤساء النقابات تفويضهم لاتحاد عمال البترول في اتخاذ ما يراه مناسبا من التفاوض مع الحكومة أو أخذ خطوات تصعيدية وصولا إلى الإضراب حفاظا على حقوق العاملين في القطاع النفطي، وعدم بخس حقهم في هذه المكافأة دون ربطها بأي بدلات أخرى أو عمل إضافي.
وفي كلمة له قال النائب د.صالح المطيري: «نحن هنا للوقوف معكم لأخذ حقوقكم، فنحن ممثلون عن الأمة ونقف مع كل حق، وسنقف معكم الآن وفي المستقبل».
وأضاف المطيري: الغصة اللي في القلب كبيرة على الحكومة فمنذ ذلك الوقت إلى الآن لا نرى إلا عدم احترافية، ونقول ذلك بعيدا عن أي شخصانية، ونحن معكم يا حكومة، ولكن هذا حق، فأين كنتم من شهر 7 إلى يومنا هذا؟!
وخاطب الحكومة قائلا: إن كنتم جادين، اصرفوا الحقوق، وليطلع الناطق الرسمي باسم الحكومة ويقول: في التاريخ كذا سنصرف المكافأة للمستحقين، وهذه رسالة للحكومة.
وتابع: الرسالة الثانية هي عمن يسحق صرف تلك المكافأة، فنحن اليوم في مقر اتحاد البترول، ونحن نعلم الجهود الكبيرة التي قام بها عمال القطاع النفطي، وأنا كنت أحد الصفوف الأمامية وأعلم دور اتحاد العمال والعاملين في الشركات النفطية، فالمحاجر بأكملها بنيت بأيديكم ومركز مشرف وستاد جابر ومستشفى الشركة القديم تم إعطاؤه لوزارة الصحة.
وتابع موجها حديثه لعمال القطاع النفطي «ستأخذون حقوكم، ولن نقبل بإقصاء أي شخص مستحق لتلك المكرمة الأميرية، وستحاسبوننا على كل كلمة نقولها هنا أو في مجلس الأمة».
القانون الوحيد
من جهته، قال النائب د.حسن جوهر إن قانون مكافآت الصفوف الأمامية هو القانون الوحيد الذي صدر في هذا المجلس منذ بدايته في شهر 12 إلى الآن، مشيرا إلى أنه وبسبب تحالف الرئيسين تم تعطيل المؤسسة التشريعية بشكل شبه كامل.
وأضاف: «مع ذلك ارتأينا كنواب أن تكون قضية الصفوف الأمامية محل تقدير واحترام للعاملين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الكويت والكويتيين، فإذا كانت وزارة الصحة هي الملاذ، بعد الله سبحانه وتعالى، لحماية أرواحنا وصحتنا وأبنائنا فإن القطاع النفطي كان الملاذ، بعد رب العالمين، باستمرار مصدر الرزق الذي نتمتع به كبلد وشعب».
وأكد أنه يجب صرف مكافأة الصفوف الأمامية للقطاع النفطي والقطاع الصحي والقطاعات الأمنية، مضيفا «ويجب ألا يتعلق الآمر بالعمل الإضافي أو (الأوفر تايم) أو غيرها».
وختم جوهر قائلا «يجب أن تصرف مكافأة الصفوف الأمامية للعاملين بالقطاع النفطي الذين بذلوا جهودا ضخمة خلال الأزمة، ولا يمكن أن نسمح ببخس حقوقهم أو صرف المكافأة بطرقة مزاجية أو انتقائية أو سوء الإدارة التي عشناها خلال الأشهر الماضية».
خطوات تصعيدية
وكان رئيس اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات محمد حمد الهاجري قد وجه الشكر في بداية المؤتمر لنواب الأمة الذين حضروا، مؤكدا أن هناك تخبطا واضحا في صرف مكافأة الصفوف الأمامية، مضيفا «حالنا حال كثير من جهات الدولة، فكل يوم نسمع أن الجهة الفلانية تمت إضافتها وتم حذف جهة أخرى من تلك المكافأة، وهذا أمر معيب بحق الحكومة».
وقال الهاجري: «للعلم طرقنا جميع الأبواب للسؤال: هل تم إقصاء القطاع النفطي من مكافأة الصفوف الأمامية؟!، ولكن إلى اليوم لا أحد يجاوب على هذا الموضوع، فالحكومة تلقي بالأمر على المجلس والمجلس يلقيها على الديوان والديوان يقول: المؤسسة تأخرت في إرسال الكشوفات»، مضيفا «كلكم مسؤولون أمامنا عن ضياع أي حق من حقوق العاملين، وسيكون لنا موقف».
تفويض اتحاد البترول
من جانبه، قال رئيس نقابة العاملين بشركة نفط الكويت يوسف الشريفي «إن الدولة مشكورة اتخذت إجراءات كفيلة بحماية أرواح المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الغالية من انتشار هذا الوباء الذي لم يكن احد يعرف ماهيته، وبدأت بتعطيل جميع الأعمال وفرض الحظر والتجول ما عدا القطاعات الأهم وفي مقدمتها القطاع النفطي».
وتابع «اليوم باسمي وباسم إخواني أعضاء نقابة نفط الكويت أفوض اتحاد عمال الكويت لاتخاذ ما يلزم من التفاوض مع الحكومة وما يراه مناسبا، فنحن وجميع الزملاء في النقابات مع اتحاد البترول فيما يتخذه من خطوات».
الإضراب قادم
من جهته، قال رئيس نقابة البترول الوطنية محمد فالح الهاجري: «لن نقبل بإقصاء عمال القطاع النفطي من تلك المكرمة السامية، خاصة أن العمالة الوطنية خلال الأزمة أدارت القطاع باقتدار وأنجزت مشروع الوقود البيئي النظيف وزادت الإنتاج وقت هروب العمالة الأجنبية» إضافة إلى تجهيز المستشفيات والمحاجر ومراكز التطعيم وغيرها..
وتابع قائلا «ما يحدث حاليا شيء فاق التوقعات، أين 22 نائبا وقعوا على ميثاق شرف لحقوق العاملين بالقطاع النفطي، ففي أول مصادمة ما نلقاهم، أين النواب؟!».
وفوض محمد فالح الهاجري اتحاد عمال البترول تفويضا كاملا باسمه وأعضاء نقابة البترول الوطنية لاتخاذ ما يراه مناسبا وصولا لـ«الإضراب».
وختم محمد فالح قائلا «نعم سنصل لأبعد مدى وصولا للإضراب، فالحكومة أضربت لأن النواب أخذوا كراسيها، فهل تأخذون حقوقنا ونحن نتفرج عليكم، لا والله لن نتفرج وسنأخذ حقوقنا».
من جهته، وصف رئيس نقابة العاملين في شركة نفط الخليج فهد العجمي المساس بمكافأة الصفوف الأمامية أو الانتقاص من حقوق العاملين في القطاع النفطي بأنه «خط أحمر» متمنيا من الحكومة أن تعي وتسمع هذا الكلام.
وأوضح أن عمال القطاع النفطي كانوا في مقدمة الصفوف الأمامية واجهوا جميع المخاطر وبذلوا كل الجهود خلال تلك الجائحة متمنيا من الحكومة صرف هذه المكافأة بدون «لف أو دوران» أو العبث مع القطاع النفطي.
من جانبه، قال رئيس نقابة العاملين في شركة صناعة الكيماويات البترولية مسعود مختار «نشكر اتحاد البترول على هذه الدعوة، وليعلم الجميع أننا جميعا كالبنيان المرصوص تحت مظلة اتحاد عمال البترول، ونحن مع الاتحاد في جميع الأمور».
جهود جبارة
بدوره، قال رئيس نقابة ايكويت محمد حسن العجمي «جئنا اليوم لنؤكد أننا تحت أمر اتحاد البترول ماديا ومعنويا وأي أمر يتخذه فنحن معه في الصفوف الأمامية».
ودعا إلى ضرورة صرف مكافأة الصفوف الأمامية لعمال القطاع النفطي الذين بذلوا جهودا جبارة خلال أزمة شلت اقتصاد العالم ككل من موانئ ومطارات وخلافه، مضيفا: «لكن ولله الحمد استمر العمل في القطاع النفطي في الكويت ليل نهار ولم يتأثر لحظة واحدة، بل على العكس تم افتتاح مشاريع كبيرة خلال تلك الأزمة».
ودعا العجمي إلى ضرورة صرف تلك المكافأة للعاملين بالقطاع النفطي الخاص حيث عمل الجميع يدا بيد خلال الأزمة لرفع اسم الكويت ولله الحمد في كل مكان.
تكاتف النقابات
وختم عضو اتحاد عمال البترول عباس عوض بتوجيه الشكر إلى النقابات على تلاحمها مؤكدا أن هذا الأمر ليس بغريب على النقابات النفطية مشددا على أنها رسالة واضحة بأنه مهما حاول البعض تفرقة القطاع النفطي فسيظل يدا واحدة يواجه كل الظروف وسيقف ضد أي انتقاص من حقوق العاملين بالقطاع النفطي.
وبين عوض أن العاملين في القطاع النفطي ليسوا طلاب فلوس ووقفوا يدا بيد مع الدولة لعبور أزمة كورونا لكن «لا نقبل بأن يتم إقصاء عمال القطاع النفطي من مكرمة أميرية، وإذا لم يتم صرفها بشكل صحيح سنلجأ لجميع الوسائل، والكل يعرف أن القطاع النفطي إذا قال شيئا سيفعله».