الصحة تعلن رصد إصابة بعض الحالات بفيروس كورونا المتحور “دلتا” المعروف باسم “المتحور الهندي”
أعلنت وزارة الصحة في الكويت رصد إصابة بعض الحالات بفيروس كورونا المتحور «دلتا» المعروف باسم «المتحور الهندي»، ولكن ما الذي نعرفه عن هذه السلالة؟ وهل اللقاحات فاعلة في مواجهتها؟ وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها لمحاولة تجنب الإصابة بالفيروس؟
قدر عالم الفيروسات الهندي الكبير شهيد جميل أن السلالة الهندية تعرضت لتحورين رئيسيين في الجزء الخارجي من الفيروس «الشوكة» الذي يلتحم بالخلايا البشرية.
وتتميز النسخة الهندية «دلتا» من فيروس كورونا بأنها متحورة مزدوجة لأنها تجمع بين طفرتين مختلفتين على مستوى البروتين السطحي، وهما E484Q و L452R، ما يجعلها تفلت بسهولة من قبضة الجهاز المناعي، كما أن الحاصلين على اللقاح والذين تعافوا من كورونا، يمكنهم الإصابة سريعا بنسخة كورونا الهندية «دلتا».
ويحتوي متغيّر «دلتا» على طفرات متعددة يبدو أنها تمنحه ميزة على السلالات الأخرى، والميزة الواضحة الأكثر أهمية هي أن الطفرات قد تجعل السلالة أكثر قابلية للانتقال، مما يجعلها أيضاً أخطر متغيّر حتى الآن.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن متغيّر «دلتا» قد يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 60 % من متغير B.1.1.7 أو ما يعرف بـ«متغير ألفا» ومنشأه بريطانيا.
لماذا سُمي «المتحور الهندي» باسم «دلتا»؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستمنح تسميات جديدة لمتغيرات «كوفيد -19» ذات الأهمية باستخدام الأبجدية اليونانية، وذلك بسبب الارتباك الذي تسببه الأسماء المختصرة المستخدمة حالياً على نطاق واسع، والتي تشير إلى مكان الاكتشاف، سواء في المملكة المتحدة أو جنوب أفريقيا أو الهند، وهي ممارسة تنطوي على خطر خلق وصمات عار ضارة حول بلدان معينة، وحددت منظمة الصحة العالمية المتغير B.1.617.2 على أنه «دلتا».
وسيستمر العلماء في استخدام الأسماء الأبجدية الرقمية الأكثر تعقيداً للمتغيرات، كما هو الحال دائماً، لكن منظمة الصحة العالمية تأمل في أن تصبح الأسماء القائمة على الحروف اليونانية هي الأسماء المستخدمة على نطاق واسع بين غير العلماء.
هل اللقاحات الحالية فعالة مع «المتحور الهندي – دلتا»؟
وجدت أبحاث حديثة أن التطعيم الكامل لا يزال فعالاً إلى حد كبير ضد سلالة «دلتا»، لكنه قد يكون أقل فعالية قليلاً مع متغيّر «دلتا» عند المقارنة مع المتغيّرات الأخرى.
وتشير الدراسات إلى أن من تلقوا جرعة واحدة من اللقاح أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس وأظهرت دراسة السلطات الصحية في بريطانيا الشهر الماضي أن لقاحي بيونتيك/فايزر وأسترازينيكا/أوكسفورد المضادين لفيروس كورونا فعالان ضد النسخة الهندية المتحورة من هذا الفيروس بنفس نسبة فعاليتهما تقريباً ضد النسخة البريطانية المتحورة منه.
ووفقاً للدراسة التي أجرتها وكالة «الصحة العامة في إنكلترا» بين 5 أبريل و16 مايو فإن لقاح بيونتيك وفايزر وفر بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية فعالية بنسبة 88% ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض وبنسبة 93% ضد المتحور البريطاني المصحوب بأعراض.
وفي المقابل فإن فعالية لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد بلغت بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية 60% ضدّ المتحور الهندي المصحوب بأعراض و66% ضدّ المتحور البريطاني المصحوب بأعراض.
وأظهرت دراسة جديدة أن اكتساب المناعة ضد السلالات الجديدة يقتضي بالضرورة تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
هذا التطعيم الثاني، المعروف أيضًا بين الخبراء باسم «التطعيم المعزز»، ضروري للحماية الفعلية من الفيروس، وفقًا لدراسة بريطانية نشرتها مجلة «لانسيت» العلمية المتخصصة. الدراسة وضعت تحت المجهر الأجسام المضادة المفرزة في الدم بعد التطعيم الأول. ثم تم تعريض الدم إلى أنواع مختلفة من فيروس كورونا في المختبر.
ورصد الباحثون أن التطعيم بالجرعة الأولى يساعد فعلا على الحماية من السلالة الأصلية للفيروس التي انتشرت في العالم بداية عام 2020. بل ويحمي أيضا من السلالة الثانية، أما بالنسبة للسلالات الأخيرة، فيبدو الأمر أكثر صعوبة، مثل السلالات Alpha (B.1.1.7) وBeta (B.1.351) وDelta (B.1.617.2) وهي سلالات على التوالي من بريطانيا، جنوب إفريقيا والهند. «فرانكفورتر روندشاو» كتبت في استعراض لهذه الدراسة (العاشر من يونيو) أن «الباحثين توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذه المتغيرات تثبت أن الأجسام المضادة المُفرزة بعد التطعيم الأول غير كافية. كان منها عدد قليل للغاية لمحاربة الفيروس أو تحييده بشكل فعال».
ما الحل للسيطرة على هذا المتغيّر؟
يعد متغيّر «دلتا» دليلاً إضافياً على كيفية استمرار تطوّر فيروس كورونا المستجد، وكيف يستمر هذا التطور في إنتاج متغيّرات أكثر خطورة من تلك التي سبقتها.
ومن الأدلة المتاحة قد يكون «دلتا» هو البديل الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن في العالم، وبالتالي يشكل أكبر خطر على السكان غير المحصنين، وربما أيضاً السكان الذين تلقى معظمهم جرعة واحدة فقط.
وأفضل طريقة لتحجيمه هي إعطاء فرص أقل للفيروس في التطور من خلال منع تفشي المرض واحتوائه باحتياطات فعالة مثل ارتداء الكمام والتهوية المناسبة وتطعيم الأشخاص واستمرار تطبيق الاشتراطات الصحية.