وفاة رسام الكاريكاتور الدنماركي كورت فسترجارد صاحب الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)
توفي أمس الأحد رسام الكاريكاتور الدنماركي كورت فسترجارد، الذي اشتهر سنة 2005 بسبب رسوماته المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعلنت عائلة الرسام الخبر للصحافة المحلية، و نشرت صحيفة ”Berlingske“ أن الرسام البالغ 86 عاما توفي أثناء نومه، بعد صراع طويل مع المرض.
وكان الراحل قد تسبب في أزمة قوية بين بلاده والبلدان الإسلامية، بعد نشر صحيفة ”يولاندس بوستن“ يوم 30 سبتمبر 2005، لـ 12 من رسوماته الكاريكاتورية تحت عنوان ”وجه محمد“.
وكانت الرسوم عبارة عن رجل ملتح بملامح شريرة، يضع حزاما ناسفا مكان العمامة.
ومرت الرسومات في البداية بدون ردود فعل، ثم اندلعت مظاهرات في كوبنهاغن بعد 15 يوما، وتلتها احتجاجات رسمية من سفراء البلدان المسلمة في الدنمارك.
وفي فبراير 2006 عمت الاحتجاجات البلدان الإسلامية عبر العالم، وكانت تدعو إلى مقاطعة البلد الأوروبي، الذي اعتبر ما يجري أصعب أزمة في سياسته الخارجية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأحيل الرسام على التقاعد سنة 2010 لوقف التهديدات ضد الصحيفة، حسب ما نشرته الصحافة المحلية وقتها، كما صرح رئيس تحريرها ”الحقيقة، سيكون أمرا عديم المسؤولية بالنسبة إلينا أن ننشر رسوما للنبي، قديمة كانت أو جديدة“.
كما رفض رؤساء نقابة مديري المؤسسات المدرسية إطلاع التلاميذ على الرسوم.
وظل كورت فسترجارد يعيش لسنوات في مكان سري تحت حراسة الشرطة، خصوصا بعد ضبط شخص صومالي الجنسية داخل مسكنه سنة 2010، ومعه سكين كان ينوي قتله بها.
وخرج فسترجارد سنة 2015 بتصريحات عبر الهاتف لوكالة ”فرانس بريس“، أي بعد 10 سنوات، قال فيها إنه ”غاضب وليس آسفا“ بشأن تلك الرسومات التي اعتبرها نوعا من الحرية.
وأكد أن رسوماته ليست تهجما على الإسلام بل انتقاد لـ“الإرهابيين“ الذين يستغلون الدين.
وفتحت صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الجرح من جديد سنة 2012، بعد إعادة نشرها للرسومات المسيئة للرسول، مما ترتب عنه هجوم 2015، الذي أودى بحياة 12 من العاملين فيها.
ومثل الهجوم صدمة للعالم وسط حملة تضامن مع الضحايا، في الوقت الذي نادت فيه أصوات للابتعاد عن الإساءة للرموز الدينية، واعتبار ذلك لا يصب في خانة الحرية في إبداء الرأي.