العتيبي يدشن”العدادات الذكية”: وداعاً للفواتير وتراكم المبالغ على المستهلكين
دشّن وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د ..مشعان العتيبي اليوم العدادات الذكية في خطوة تعتبر نقلة نوعية في مجال التحول نحو الرقمية الذي تنتهجه الوزارة، وذلك خلال حفل نظمته الوزارة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بحضور عدد كبير من المسؤولين وشركة «زين» العاملة على المنظومة والبنية التحتية للمشروع.
وقال العتيبي، في كلمة له خلال حفل التدشين، إن الوتيرة المتسارعة للعالم نحو التطور تدفعنا دائما إلى العمل الدؤوب لتحقيق رؤية الكويت المستقبلية في الاستدامة والبنية التحتية المتطورة التي من شأنها خلق بيئة اقتصادية جاذبة تجعل الكويت في مصاف الدول المستقطبة للاستثمارات، وفي إطار خطة الوزارة لإنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير المياه للعملاء بجودة عالية من خلال التكنولوجيا المتقدمة، قامت بتبني عدة مشاريع رائدة لتحسين منظومة الشبكة الكهربائية والمائية، ويأتي في مقدمتها تطبيق منظومة العدادات الذكية.
وأضاف ان «الكهرباء» تبنت خطة طموحة لتنفيذ المشروع من خلال تركيب 800 ألف عداد ذكي، حيث تم توقيع عقد توريد 200 ألف كمرحلة أولى، ومناقصة المرحلة الثانية في طريقها للطرح، ومتوقع استكمال استبدال جميع العدادات في البلاد خلال فترة تتراوح بين سنتين و ثلاث، وفق استراتيجية تركيب تبدأ من المناطق الاستثمارية والتجارية أولا ثم باقي القطاعات، معلنا تدشين تشغيل العدادات الذكية في منطقة السالمية ثم باقي المناطق والأنشطة الأخرى، ورغم عقبات «كورونا» التي تسببت في نقص انتاج القطع الإلكترونية والمكونات الخاصة بتصنيع العدادات الذكية، فقد اتخذت الوزارة جميع التدابير بالتعاون مع الشركة الموردة والشركة المصنعة لتجاوز هذه العقبات وتركيب العدادات حسب الخطة الموضوعة، متقدما بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المشروع، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
زيادة التعرفة
وردا على عدد من الأسئلة حول تدشين العدادات الذكية بالسالمية، قال: هذا المشروع طال انتظاره، ولكن بجهود الجميع تم إطلاق المشروع الذي يستهدف تركيب 800 ألف عداد خلال سنتين من الآن، ونقول اليوم وداعا لنظام الفواتير القديم، ووداعا لتراكم المبالغ على المستهلكين، حيث يستطيع المستهلك من هاتفه دفع ما عليه ومعرفة استهلاكه وهذه المنظومة ستسهل الأمر بين المستهلك والعداد.
وبخصوص زيادة التعرفة، ذكر ان هناك قانون 20/2016 الذي أعطى للوزارة الحق في زيادة التعرفة على جميع القطاعات ما عدا «السكني»، فزيادة تعرفة القطاع السكني تحتاج إلى تشريع من مجلس الأمة، والوزارة ضمن خطتها المستقبلية أن تبدأ بالتدريج في زيادة تعرفة القطاعات الاستثمارية والتجارية والزراعية والصناعية.
مديونية الوزارة
وفي رده على سؤال حول مديونيات وزارة الكهرباء، قال: من عليه مديونية سيقوم بتسويتها أو تقسيطها، لافتا إلى ان المستهلك يستطيع دفع الفواتير بنفسه، وأن يختار الدفع المسبق ويتم شحن العدادات بمبلغ معين، وسنبدأ في الاستثماري والتجاري بالدفع المسبق، والسكن الخاص سيكون في المرحلة الثانية، كاشفا عن تركيب 10 آلاف عداد ضمن المشروع، متوقعا تركيب الـ 200 ألف عداد المستهدفة خلال خلال 9 أشهر القادمة، وتغطية الكويت بالكامل خلال سنتين إلى ثلاث سنوات.
إسهامات «زين»
بدورها، أعربت الرئيسة التنفيذية لشركة «زين» إيمان الروضان عن فخرها لكون «زين» شريكا استراتيجيا للقطاع الحكومي ممثلا في وزارة الكهرباء وداعمة لنجاح مشروع العدادات الذكية الذي بدأ عام 2017 ليكون أولى ثمار التحول الرقمي الحقيقي، مؤكدة ان «العدادات الذكية» من أكبر المشاريع في قطاع الطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مستوى الدولة، وتبرز الرؤية الجادة للحكومة نحو تبني المزيد من تطبيقات الحكومة الإلكترونية، والاستفادة من خبرات القطاع الخاص.
وأكدت الروضان ان المشروع سيوفر مرونة وسهولة في التعاملات مع العميل والمستهلك، وسيقدم المزيد من المعلومات الخاصة بمعدلات الاستهلاك وكيفية تقنين أو التحكم فيها، إذ ستضيف المنظومة قيمة كبرى للدولة لمتابعة وتحفيز سداد فواتير الكهرباء والماء عن طريق الدفع الإلكتروني بكل سهولة ويسر، خصوصا مع نضج السوق الكويتية في تبني واستخدام التطبيقات وقنوات الدفع الإلكتروني، وأيضا تقوم الشركة بدور التكامل بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة التحول الرقمي وبدأت بتسخير إمكاناتها التكنولوجية لخدمة الأهداف الخاصة بذلك منذ فترة ليست بالقصيرة.
مشروعات حيوية
واضافت: باعتبارنا مزودا رائدا لأحدث الحلول الرقمية، فقد شاركنا القطاع العام في العديد من المشاريع الحيوية ولعل أبرزها تطويرنا لمنصة «شلونك» لمتابعة الحجر الصحي المنزلي وتقديمنا لحلول المناطق الآمنة بالتعاون مع الجمعيات التعاونية بالاضافة لتطوير تطبيق Kuwait TV المبتكر بالتعاون مع وزارة الإعلام، بالإضافة لدعم لجهود الدولة أثناء الجائحة من خلال تزويد حلول الاتصال عن بُعد، شاكرة الفرق التي عملت الشركة معها في وزارة الكهرباء، مؤكدة ان «زين» مستعدة دائما لطرح أحدث الحلول الذكية لتحقيق الأهداف التنموية للدولة، خصوصا فيما يتعلق برفع كفاءة البنى التحتية للمؤسسات الحكومية للمساهمة في رفعة وازدهار والوطن تحت قيادة صاحب السمو وسمو ولي العهد.
«زين» والتحول الرقمي
من جانبه، قال المدير التنفيذي للمشاريع الكبرى في شركة «زين» مالك الصباح، في تصريح لـ «الأنباء»، ان المشروع من أكبر مشاريع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وهو مهم جدا للتحول الرقمي في الدولة ويخدم رؤية 2035، ويعد نقلة نوعية للوزارة من الميكانيكي إلى الذكي، ما يحسن خدمات العملاء التي تقدمها الوزارة، مشيدا بالجهود التي بذلت من فرق الوزارة والشركة لتذليل العقبات أمام المشروع حتى بات أمرا واقعا، لافتا إلى أن المنظومة الخاصة بالعدادات كبنية تحتية تعمل على أكمل وجه.
في السياق ذاته، أعرب الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في شركة «زين» وليد الخشتي عن اعتزازه بتدشين مشروع العدادات الذكية الذي جاء ثمرة شراكة مع القطاع الحكومي، لافتا إلى أن الشركة كانت حريصة على الانتهاء منه بأسرع وقت ممكن، حيث كانت مسؤولة عن المنظومة الخاصة بهذا النظام الذي رأى النور، مؤكدا الشركة يدا بيد مع الوزارة لإنجاح هذا المشروع والعمل لما فيه مصلحة البلد.
مميزات إلكترونية عديدة
أكد م.ملوح العجمي، من وزارة الكهرباء، الحرص على تطوير جميع الخدمات للعملاء، وتحويلها إلى إلكترونية لتسهيل سداد المستحقات، ومن هذا المنطلق قمنا بدراسة الوضع الحالي للعدادات الموجودة لدينا، ورأينا أن بها العديد من المشاكل، وخاصة الدورة الطويلة لإصدار الفواتير.
ولفت العجمي الى ان هذه الدورة تتسبب في تراكم المديونيات على العملاء، وعند ذهابهم للوزارة لدفع فاتورة يفاجأ بأن عليه مديونية كبيرة لم يقم بتسديدها، بالإضافة إلى وجود أخطاء بشرية قد تقع من قارئ العداد، أو من مدخل البيانات، وأيضا من أجل إصدار الفواتير لابد من توقيع عقود مع شركات لقراءة العدادات وهي ذات تكلفة عالية جدا، لذلك أخذت الوزارة على عاتقها تنفيذ هذه المشاريع المتطورة، والتي تتطلب استحداث أكثر من 50 عملية ذكية، واشتراك أكثر من 15 شركة دولية مبرمجة للوصول إلى منظومة متكاملة، ومن أهم مميزات العدادات الذكية أنها تقوم بإرسال القراءة مباشرة للنظام عن طريق شريحة الاتصال، ولا تحتاج إلى تدخل بشري، وتصل الفاتورة إلى العميل بسرعة.
وتابع: العدادات الذكية تتيح معرفة مستوى الاستهلاك خلال الفترة الماضية مما يساعد في ترشيد الاستهلاك، مبينا أن الوزارة ستبدأ في تركيب تلك العدادات في السالمية وحولي والفروانية كونها أكثر المناطق استهلاكا للطاقة.