سمو ولي العهد: الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد كانا مثالاً يحتذى في الإنسانية والتواضع والتسامح
ألقى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله اليوم كلمة خلال افتتاح المؤتمر الوطني الثامن عشر تحت عنوان (من الكويت نبدأ.. وإلى الكويت ننتهي) فيما يلي نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
يقول الحق سبحانه وتعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى…).
وإذ نكرم اليوم المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة دار الخلد مثواه) وكل من سعى لخدمة وطننا العزيز الكويت فإننا نؤكد أن الوقوف على الأثر والمآثر والمناقب مستحق تجاه من أعطى خير العطاء وأوفى فكان رمزا للوفاء.
كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله) بصمة راسخة في تاريخي الشخصي.. وبصمة في تاريخ الكويت الحديث.. وبصمة في تاريخ الخليج والعالم عربيا وإسلاميا ودوليا.. وكيف لا.. وقد عرف عنه حكمته فكان حكيم العرب.. ودبلوماسيته فكان شيخا لها.. وإنسانيته فلقب وكرم قائدا للعمل الإنساني.
المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (طيب الله ثراه) كان لي أخا ومربيا ومعلما فقد تربيت على أيدي أخوين أميرين كريمين الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد (رحمهما الله).. كان لهما الفضل العظيم علي في غرس ما جبلت عليه الأسرة الكويتية الأصيلة وبيت الحكم من قيم وأخلاقيات وخصال حميدة.. فكانا (رحمهما الله) مثالا يحتذى في الإنسانية والرحمة والتواضع والتسامح والاعتدال والوسطية.. وفي تقدير مكانة المرأة (أخت الرجال) في المجتمع الكويتي ومنحها حقوقها الدستورية ومشاركتها الوزارية.
وسنظل نحن في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه) امتدادا لهما فما تركاه من آثار لن تزول ما بقيت الكويت.
لن تنسى البشرية لاسيما الكويت آثار أخي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله) فقد جعل من الكويت.. هذه الدولة.. الصغيرة المساحة.. الكبيرة بقامات وهامات وسواعد أبنائها مركزا للإنسانية ومحطا للدبلوماسية ووسطية للخير ورائدة للتنمية.
لقد وضع (رحمه الله) الكويت على خارطة طريق نحو (كويت جديدة) حتى عام 2035 وبرؤية ثاقبة رسم لها عنوانا (الكويت مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار) كما حافظ على أسس ديمقراطيتها وأرسى العفو والتسامح في ظل دولة القانون ورسخ مفهوم (الكويت للجميع).
كان (رحمه الله) أخا كبيرا وملاذا آمنا في الأحداث العصية بين الأخوة والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي قرب وجهات النظر وتحمل عناء السعي وسخر إمكانات الكويت لتحقيق لحمة البيت الخليجي.
ستظل الكويت.. بما تركه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من إرث دبلوماسي وحسن سمعة دولية وعلاقات صداقة وشراكات وتحالفات دولية وإقليمية.. ستظل تنعم بمكانة محطها التقدير والاحترام.. بسعي قائد نذر نفسه للدبلوماسية متحملا همومها وقضاياها.. فما تركه من آثار في عالم السياسة الخارجية باقٍ مابقيت الكويت.. رحمه الله.
رحم الله كل من سعى لأجل الكويت وترك بالخير أثرا فيها ولها ورحم الله أخي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد الإنسانية وتقبل ماقدمه للكويت وأهلها وما قدمه للعالم من دولة ومؤسسات وأفراد قبولا حسنا وجزاه الله به خير الجزاء فما تركه الأمير الراحل من مآثر باق مابقيت الكويت.. ونحن على آثارهم سائرون بتوفيق من الله أولا وبإصرار ودعم من لدن قائد مسيرتنا أخي حضرة صاحب السمو أمير البلاد أطال الله في عمره وسدد على دروب الخير خطاه.