ملك إسبانيا يفتتح مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي بمشاركة وفد الكويت برئاسة الغانم وبرلمانيين من جميع أنحاء العالم
انطلقت في العاصمة الإسبانية (مدريد)، الجمعة، أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ال 143 بمشاركة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد المرافق وبرلمانيين من جميع أنحاء العالم.
وألقى العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس كلمة الافتتاح مؤكدا أن انعقاد هذا المؤتمر على الرغم من عدم انتهاء جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) ومع اتخاذ الإجراءات الصحية الضرورية هو خطوة «في غاية الأهمية» لاستعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مختلف البلدان وكذلك العلاقات المؤسسية والتعاون بين الدول.
واعتبر أن البرلمانات «مؤسسات مركزية للديمقراطية تمثل المواطنين والأمم لكن وظيفتها تمتد إلى أكثر من ذلك لتكون مراكز لصنع القرار وبناء الاتفاقات وتحقيق التوافق السياسي» مشيرا إلى أن تلك المهام قد تمر بظروف صعبة في بعض الأحيان وعليه فإن يرى أنه من المناسب أن تكون التهديدات للبرلمانيين إحدى القضايا المطروحة في المؤتمر.
ورحب الملك الإسباني بأكثر من ألف مشارك في المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام معربا عن ثقته بأن العمل الحثيث لجميع المشاركين خلال الأيام القادمة سيؤتي بنتائج مثمرة للغاية.
كذلك شارك في الافتتاح رئيس الاتحاد البرلماني الدولي البرتغالي دوارتي باتشيكو ورئيسة مجلس النواب الاسبانية ميريتشيل باتيت ورئيس مجلس الشيوخ أندير جيل ورئيسة بلدية مدريد ايزابيل أيوسو.
ويناقش المؤتمر بشكل أساسي قضية (التحديات المعاصرة التي تواجه الديمقراطية: التغلب على الانقسامات وبناء المجتمع) في ضوء تراجع ثقة الجمهور في الأنظمة السياسية وتزايد التطرف وانتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وإلى جانب مناقشة دور البرلمانات الوطنية في معالجة تلك القضايا ستتاح للبرلمانيين فرصة تبادل الأفكار حول كيفية الانخراط بشكل أكثر جدوى مع الجمهور وكيفية ضمان صناعة قرارات شاملة تمثل جميع الشرائح قدر الإمكان.
كذلك سيطرح المؤتمر كيفية التعامل مع التهديدات التي يتعرض لها البرلمانيون وذلك على خلفية اغتيال النائب البريطاني السير ديفيد أميس في أكتوبر الماضي.
وستجتمع لجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين التابعة للاتحاد البرلماني الدولي للنظر في قضايا أكثر من 100 نائب ملاحق من دول عدة من بينها أفغانستان وميانمار وفنزويلا.
وسيطلق الاتحاد البرلماني الدولي أدوات جديدة للبرلمانيين بما في ذلك تقرير إقليمي عن التحيز الجنسي والتحرش والعنف ضد المرأة في البرلمانات في إفريقيا ومبادئ توجيهية للبرلمانيين بشأن وضع الميزانيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسيطلب من أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي النظر في استراتيجية جديدة للاتحاد البرلماني الدولي واعتمادها للفترة من 2022 إلى 2026 علما أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى إعادة تركيز عمل الاتحاد البرلماني الدولي في المجالات التي يتمتع فيها بأكبر تأثير وحيث توجد حاجة ملحة للعمل البرلماني.
وتحدد الاستراتيجية مجموعة من الأولويات للسنوات الخمس القادمة هي تغير المناخ والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والسلام والأمن والتنمية المستدامة.
ويشارك الغانم والوفد المرافق له في الاجتماعات التنسيقية للمجموعات العربية والإسلامية والآسيوية لتبادل وجهات النظر حول القضايا التي ستطرح للنقاش وتوحيد المواقف بشأنها.
ويشارك وفد الشعبة البرلمانية أيضا في اجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد المعنية بقضايا التنمية المستدامة والتمويل والتجارة والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم والأمن الدوليين وشؤون الأمم المتحدة الى جانب العديد من اللجان الفرعية.
ويضم الوفد البرلماني المرافق للغانم أمين سر الشعبة البرلمانية النائب الدكتور حمد المطر وأمين الصندوق النائب سلمان الحليلة العازمي وعضو الشعبة النائب أسامة المناور وأمين عام مجلس الأمة عادل اللوغاني.
يذكر أن المؤتمر السابق ال 142 للاتحاد البرلماني الدولي عقد في شهر مايو الماضي بشكل افتراضي بمشاركة 750 نائبا برلمانيا من 135 دولة علما أن الدورة المقبلة ال 144 ستقام في (بالي) الإندونيسية في مارس من العام المقبل فيما تقام الدورة ال 145 في (كيجالي) في رواندا في أكتوبر من العام نفسه.
والاتحاد البرلماني الدولي هو منظمة عالمية للبرلمانات الوطنية تأسست قبل أكثر من 130 عاما كأول منظمة سياسية متعددة الأطراف في العالم تشجع التعاون والحوار بين جميع الدول.
ويضم الاتحاد في عضويته حاليا 179 برلمانا عضوا وطنيا و13 هيئة برلمانية إقليمية ويساعد البرلمانات على أن تصبح أقوى وأكثر شبابا وتوازنا بين الجنسين وأكثر تنوعا كما يدافع عن حقوق الإنسان للبرلمانيين.
وعلى مدى السنوات ال 25 الماضية تولى الرئاسة برلمانيون بارزون من مصر وإسبانيا والهند وتشيلي وإيطاليا وناميبيا والمغرب وبنغلاديش والمكسيك ويتولى رئاسته حاليا البرتغالي باتشيكو.