السعودية: الهيئة الملكية للعلا تعلن عن افتتاح أول برنامج إقامة للفنانين في قلب واحة المحافظة
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا الجمعة، عن إطلاق أول برنامج إقامة فنية بالمحافظة لما تمتاز به العلا من بيئة طبيعية ثقافية فريدة من نوعها في شمال غرب المملكة إلى جانب اعتبارها مركزا ثقافيا وطريقا للتجارة والبخور عبر التاريخ .
ويسعى برنامج الإقامة التجريبي الذي يمتد على مدى 11 أسبوعا لتعزيز الحوار والتعاون بين الفنانين وغيرهم من المهتمين بالفنون بمحافظة العلا وكذلك الخبراء التقنيين العاملين في المجال ومن خلال هذا التكامل بين أعمال فرق تقنية متنوعة التخصصات من الجيولوجيا إلى علم الآثار والنبات والهندسة المعمارية ستترسخ العُلا وجهة تزدان بإبداعات الفنانين، وسيكون موضوع هذه التجربة الجديدة هو “ إعادة إحياء الواحة “ حيث تركز أبحاث الفنانين وأعمالهم على واحة العُلا وهي واحدة من أبرز المواقع الطبيعية في العلا ويتم حاليا تنفيذ برنامج متكامل يضفي عليها لمسة فنية .
ويشجع البرنامج المقيمين المدعوين على التفكير في دور الفنان في مثل هذه البرامج التنموية الواسعة والطريقة التي يمكنهم بها تحقيق تكامل بين رؤاهم الفنية ورؤى الخبراء في التخصصات الأخرى من خلال آفاقهم الإبداعية ، بالإضافة إلى تقديم دعم لتطوير مشاريع البحث والإنتاج الخاصة بالفنانين التي سيتم تنفيذها في محافظة العلا يتم من خلاله تنظيم برنامج مفتوح للجمهور أسبوعيًا بالتعاون مع الفنانين والخبراء وأهالي وسكان المحافظة يتضمن استديوهات مفتوحة ووِرش عمل ولقاءات بين الجماهير والفنانين حول عملهم الجاري في مراحل مختلفة من الإقامة .
وتقام الدورة الأولى للبرنامج في إحدى بيوت الضيافة في قلب واحة العلا وسيتم لاحقًا تنظيم برامج الإقامة في “ مدرسة الديرة “ وهي مركز للفنون والتصميم بالعلا وقد بدأ الفنانون المقيمون في بناء تواصل لافت مع فناني المحافظة من خلال البرامج التي أقيمت في مدرسة الديرة بالتزامن مع التعمق في أبحاث على المواد المحلية للعلا والممارسات الحِرفية والثقافية الموجودة فيها وستكون مدرسة الديرة إحدى الركائز الرئيسة لمشروع الفنون المستقبلي في محافظة العلا .
ويتجلى هذا المشروع في مجموعة فعالة من البرامج ومبادرات التعليم والإنتاج التي ستشكل وجهة فنية نشطة وحيوية لفائدة سكان المنطقة والطلاب والفنانين والزوار ، حيث تم اختيار الفنانين من بين قائمة تتضمن أكثر من 50 فنانا وفنانة ليشاركوا في النسخة الأولى من برنامج الإقامة الفنية التي بدأت 1 نوفمبر الماضي وتستمر حتى 14 يناير 2022م وهم راشد الشعشعي فنان سعودي ومدرس فنون وسارة فافريو فنانة فرنسية متعددة المهارات وتالين هزبر مهندسة معمارية وفنانة تشكيلية تقيم في الشارقة ولورا سيليس وسفيان سي مرابط فنانين فرنسين والفنان السعودي مهند شونو متعدد التخصصات .
وفي هذا السياق أوضحت مدير عام إدارة الفن والإبداع بالهيئة الملكية لمحافظة العلا نورا الدبل أن الإقامة الفنية التي هي علامة فارقة في المسار الثقافي في العلا ، تهدف إلى تقديم تجارب ثقافية فريدة للزوار تسهم في تشكيل منطقة فنون نابضة بالحياة ومساحة للفنانين والمبدعين في العلا ، مبينة أن البرنامج يمثل تجمعا للفنون والإلهام وحافزا للإبداع عبر جذب الفنانين والعقول المبدعة من جميع أنحاء العالم للمشاركة في تشكيل رافد لإرثنا الثقافي .
من جهته قال المدير العلمي للوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا جان فرانسوا شارنييه إن برنامج الإقامة الفنية الذي تم تطويره بشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والوكالة الفرنسية لتطوير العلا فريد من نوعه لأنه يعتمد على التعاون بين فنانين عالميين ومجموعة رائعة من الخبراء العلميين الذين يعملون حاليا في الواحة بالتوازي مع أعمال علماء آثار وعلم الإنسان وخبراء زراعة ونبات وغيرهم مما يقدم تجربة غير مسبوقة للربط بين الرؤية الفنية والمقاربات العلمية في كتابة السرديات وبلا شك سيسهم هذا البرنامج في إبراز الطابع الفريد للعلا كوجهة ثقافية ، كما علقت المديرة التنفيذية لشركة مانيفستو لور كونفافرو كولييكس “ نحن فخورون جدًا باختيار مانيفستو لإدارة برنامج الإقامة الفنية في قلب واحة العلا حيث نعمل في الميدان لنجعل من ذلك بداية لوجهة ارتبطت بالفن عبر التاريخ “ .
يذكر أن هذه النسخة من برنامج الإقامة الفنية الذي يأتي ضمن شراكة الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الوكالة الفرنسية لتطوير المحافظة وقد تم اختيار شركة مانيفستو كمشغل للبرنامج بناء على خبرتها الواسعة في تفعيل الوجهات الثقافية من خلال ربط الجهات الفاعلة فنيا وثقافيا بمشاريع التنمية إضافة إلى دعمهما فيما يخص التوجيه الفني وإدارة الفنانين ، يعتبر بمثابة أول مشروع تجريبي ونقطة انطلاق نحو بناء برنامج أكبر يرحب باستمرار بالفنانين المقيمين في العلا فعلى المدى الطويل سيتم ترسيخ بيئة مزدهرة لفنانين من جميع أنحاء العالم في العلا وستمنح هذه البيئة الفنانين سهولة الحصول على الدعم الفني والتنظيمي ، بالإضافة إلى مرافق الإنتاج المطلوبة .