رحل فلاح مندكار بعد مسيرة حافلة بالعطاء .. أحد علماء الكويت ودُعاتها الأجلاء الذين كرّسوا أنفسهم لخدمة الدين الحنيف
شيعت الكويت امس الداعية والعالم الجليل د.فلاح اسماعيل مندكار الذي غيّبه الموت عن عمر ناهز الـ70 عاما بعد رحلة دعوية حافلة بالعطاء.
والداعية الراحل فلاح مندكار، رحمه الله، أحد ابرز علماء الكويت ودعاتها الأجلاء، من تلاميذ ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان والسندي والانصاري والاثري وغيرهم، حيث اعطى بعد ذلك جل خبرته لتلامذته في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت كمدرس للعقيدة.
وقد نعى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الراحل قائلا: «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا خبر وفاة الشيخ الجليل د.فلاح مندكار، ونسأل الله جلت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه جنات الفردوس، وأن يلهم ذويه ومحبيه الكثر الصبر والسلوان».
كما نعاه وزير الإعلام محمد الجبري قائلا: «فقدت الكويت أحد علمائها الأجلاء فضيلة الشيخ المغفور له بإذن الله تعالى فلاح إسماعيل مندكار الذي وافاه الأجل بعد عمر مديد جعله في خدمة الدين الحنيف»،
بدوره نعى د.بسام الشطي الفقيد قائلا: «اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واجعله في الفردوس الأعلى، تتلمذت على يديه في مسجد الميع في الصباحية ورافقته في الحج ونزلت عنده في بيته في المدينة، وزاملته في قسم العقيدة، وما أن يأتيه ضيف إلا يدعوني للجلوس معه وكنت معه في المخيمات الربيعية… نعم الشيخ والمربي».
وكان الراحل قد عمل مدرسا للغة الإنجليزية في بداية حياته عندما كان عمره 26 عاما، ثم حصل على شهادة البكالوريوس ثم الماجستير التي نال فيها درجة الامتياز وكانت في تحقيق ثلاث من شعب الإيمان للحافظ البيهقي، ثم نال شهادة الدكتوراه من كلية اصول الدين في جامعة الازهر بمرتبة الشرف الاولى مع التوصية بطبع رسالته ومداولتها بين الجامعات.
وللراحل جهود علمية ودعوية كثيرة، حيث شارك كثيرا في الدورات العلمية، والأنشطة الدعوية التي كانت تقام في الكويت واستفاد منها طلاب العلم حيث تميز رحمه الله بالنشاط العلمي والدعوي.
ونشر للراحل ما يربو على 11 مؤلفا حول العديد من القضايا الدعوية والأخلاقية والمجتمعية ومن ابرز مؤلفاته: الاعتقاد الواجب نحو الصحابة، الاعتقاد الواجب نحو القدر، الأخلاق الإسلامية، الملل والنحل، نزعة التكفير.. خطورتها وعلاجها.
وحرص مندكار رحمه الله خلال حياته على التأكيد على نقاط اللقاء والالتقاء بين المسلمين وكان يعتبرها واضحة كوضوح الشمس لأن سبل الهدى لا تتغير والسبيل الاول يحكم الجميع وهو كتاب الله الذي يهدي للتي هي أقوم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي السبيل الثاني من سبل الهدى والسنة تحكمنا جميعا، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى، والصحابة هم السبيل الثالث يتميزون بتعاملهم بالفقه والفهم لمعاني سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لذلك جاء الامر بلزوم الكتاب والسنة، خاصة أن سبل الهدى عندنا وعندهم هي بعينها لا تتغير وهذا ما بينه المشايخ الفضلاء.
كما كان يشدد، رحمه الله، على ان السمع والطاعة لولاة الامر من المسلمين في غير معصية مجمع على وجوبه عند أهل السنة والجماعة وهو أصل من أصولهم.
ومع بداية وباء «كورونا» انتشر للراحل مقطع فيديو أفتى فيه بأن من يموت بسبب هذا المرض فهو شهيد.