المسباح لـ السلطتين : “لا تغرقوا سفينتكم بخلافاتكم” ما نرى ونسمع ما يدور من خلاف وشقاق لم يسبق أن ظهرت فيمن سلف رغم وقوع الخلاف بينهم
دعا الشيخ ناظم المسباح للسلطتين إلى عدم الخلاف «لا تغرقوا سفينتكم بخلافاتكم»، موضحا أن المحنة السياسية التي تمر بها البلاد حاليا لن تكون أشد من محنة الغزو التي كادت تضيع معها الكويت ونظام حكمها وشعبها ودستورها وكل شيء فيها، «لكن المحنة زالت بفضل الله ثم بتعاضد وتكاتف الكويتيين على اختلاف توجهاتهم وبتغليب المصلحة الوطنية والعمل بفقه التوازنات والمصالح والمفاسد».
وقال المسباح في بيان صحافي «قلوبنا تعتصر ألما ونحن نتابع الساحة السياسة الكويتية، مبينا أن ما نرى ونسمع مما يدور من خلاف وشقاق وتراشق بكلمات حادة واتهام للنيات وأمور أخرى لم يسبق أن ظهرت فيمن سلف من رجال الكويت رغم وقوع الخلاف بينهم، مذكرا بقوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ»، موضحا أن المحنة السياسية التي تمر بها البلاد حاليا لن تكون أشد من محنة الغزو التي كادت تضيع معها الكويت ونظام حكمها وشعبها ودستورها وكل شيء فيها، لكن المحنة زالت بفضل الله ثم بتعاضد وتكاتف الكويتيين على اختلاف توجهاتهم وبتغليب المصلحة الوطنية والعمل بفقه التوازنات والمصالح والمفاسد».
وأكد أن النواب هم ممثلو الشعب الكويتي وعلى الجميع أن يرضى بمخرجات العملية الانتخابية أيا كانت تركيبتها، مؤكدا على دور البرلمان في الرقابة والتشريع والمساءلة في إطار الدستور والاحترام المتبادل بين النواب والوزراء لافتا إلى أن الاحترام المتبادل من مكارم الأخلاق التي بعث نبينا صلى الله عليه وسلم لإتمامها. مشيرا إلى أهمية التزام النواب بالدور المنوط بقاعة عبدالله السالم وعدم تجاوز هذا الدور لا بأمور جانبية ولا معارك شخصية ولا تصفية حسابات فوقتكم بالكاد يلبي طلبات وطموحات الناخبين.
نصيحة للحكومة
وتابع المسباح على الحكومة أن تعي دورها المنوط بها في دفع عجلة التنمية إلى الأمام إضافة إلى العمل على حل مشاكل المواطنين وفق الحق والعدل في إطار الدستور والقانون. مبينا أن على الحكومة أن تعي أن التزامها بدورها وبالدستور بكل دقة هو أحد أوجه طاعة ولي الأمر والعمل على إنفاذ توجيهاته السامية بما يحقق مصلحة البلاد والعباد.
دعوة للجميع
وبين أن الخلاف واقع بين الناس قديما وحديثا خصوصا في المجال السياسي الذي تختلف فيه وجهات النظر وعلى الجميع أن لا يشتد ويحتد ويتعصب لرأيه ويرمي الآخرين بما لا يجوز، داعيا الجميع إلى الالتزام بأدب الخلاف حتى لا يكون الخلاف سبب للفشل والضعف والضياع مذكرا بقوله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» محذرا من أن تغرق السفينة بكثرة الخلافات والاختلافات بين أهلها الذين هم الشعب الكويتي كله من اشتغل منهم بالسياسة ومن ليس له فيها ناقة ولا جمل.
الدين النصيحة
وأوضح المسباح أن بذل النصيحة واجب شرعي وما ضاعت النصيحة في قوم إلا هلكوا بفسادهم وفي الحديث: المؤمنون نصَحَةٌ والمنافقون غَشَشَةٌ، مؤكدا أنه لا يجوز إنكار المنكر إذا أدى إلى منكر أعظم منه والمعيار هنا هو الموازنة بين المصالح والمفاسد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والمفسدة العظمى تدرأ بالمفسدة الصغرى عند الضرورة وهكذا، موضحا أن قبول النصيحة واجب وأن الحاكم أولى الناس بالنصيحة وسماعها وقبولها لأن الحاكم تتعلق به مصالح الأمة كلها.
خاتمة
وختم بضرورة إيقاف إثارة النعرات القبلية والعائلية فمثل هذه الأمور تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني والشعب الكويتي بات واعيا اليوم بشكل يمكنه من تحديد بوصلته في إطار الدستور والقيم والمبادئ التي نشأ عليها. داعيا الله جل وعلا أن يحفظ الكويت إسلامها وأمنها وأمانها وسائر بلاد المسلمين.