«بايدن» وإنطلاق مؤتمر الحزب الديموقراطي «الافتراضية» .. يجمعهم الإصرار المشترك على الإطاحة بالرئيس ترامب
تشكل تيارات الحزب الديموقراطي جبهة موحّدة خلال مؤتمره غير المسبوق عبر الإنترنت دعما لجو بايدن، إذ يجمعهم إصرارهم المشترك على الإطاحة بالرئيس دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر.
وقال خصم بايدن سابقا والمتحدّث الرئيسي ليلة افتتاح المؤتمر بيرني ساندرز لشبكة “أيه بي سي” الأحد إن “هزيمة دونالد ترامب أمر حتمي تماما”.
ويجري المؤتمر الذي يتواصل لأربعة أيام وكان من المفترض عقده في مدينة ميلووكي (وسط غرب) لكنه انتقل إلى العالم الافتراضي جرّاء كوفيد-19، على وقع الغضب حيال محاولات ترامب الحد من إمكانية التصويت بالمراسلة.
وهدد الرئيس، الذي أصر على أن التصويت بالمراسلة يفسح المجال أمام التزوير، بحجب التمويل الإضافي الذي يشير الديموقراطيون إلى أنه ضروري للغاية للسماح لخدمة البريد الأميركية بالتعامل مع ملايين بطاقات الاقتراع.
ولطالما هيمن الصخب على مؤتمرات تسمية المرشّحين إذ يحضر عشرات الآلاف من أنصار الحزب المناسبات المصممة لتسليط الضوء على المرشح وإقناع القاعدة الديموقراطية وجذب المستقلين والأشخاص الذين لم يتّخذوا قرارا بشأن مرشّحهم المفضّل بعد.
واختار الديموقراطيون ميلووكي بسبب موقعها في ولاية ويسكنسن “المتأرجحة” (أي غير محدّدة الانتماء الحزبي). وأنفقت المدينة الملايين على التحضيرات.
لكن المنظّمين واجهوا صعوبات في العثور على بدائل افتراضية للأجواء الاحتفالية المعتادة على غرار التصفيق والهتاف وإلقاء البالونات.
ويتوقع أن ينظّم بث حي من عدة تجمّعات للديموقراطيين لمتابعة المجريات عبر الإنترنت إذ سيتم بث بعضها من مسارح يمكن متابعتها من السيارات بينما قد تظهر أخرى منافسين سابقين لبايدن على غرار أيمي كلوبوشار.
وسيسمح الشكل الجديد للمناسبة للمتحدّثين بمخاطبة الناخبين الأميركيين دون أي من التأثيرات المعتادة والمبالغ فيها على المسرح وهتافات المندوبين.
لكن البعض يخشون من أن يفضي ذلك إلى حدث ممل.
وينطلق مؤتمر ترشيح بايدن بينما يتفوّق على الرئيس بحسب الاستطلاعات الرأي رغم التقارب في الفارق بينهما، وسط مؤشرات بأن اختياره التاريخي للسناتورة كامالا هاريس كنائبته (أول امرأة من أصحاب البشرة الملونة تترشّح للمنصب) يلقى شعبية واسعة في أوساط الديموقراطيين.
وتجلب هاريس البالغة 55 عاما والمدعية السابقة المولودة لمهاجرين من الهند وجامايكا طاقة أكثر شبابا نسبيا لحملة بايدن البالغ 77 عاما. وروّج بايدن لقصة حياتها على أنها مثال على “الحلم الأميركي”.
ويأمل الديموقراطيون بأن تجذب الشخصيات التي ستلقي كلمات رئيسية على مدى الأمسيات الأربع المشاهدين لمتابعة المجريات التي ستبث في أوقات الذروة على الشبكات التلفزيونية.
وسيكون ساندرز، الذي يقود جناح الحزب اليساري الأكثر ليبرالية، بين أبرز المتحدثين الاثنين، إلى جانب السيدة الأولى سابقا ميشيل أوباما. وأما الثلاثاء، سيلقي الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجة المرشّح الحالي جيل بايدن خطاباتهما.
والأربعاء، سيتحدّث الرئيس الأسبق باراك أوباما بينما ستتسلّط الأضواء على هاريس قبل أن يصل المؤتمر إلى ذروته الخميس عندما يقبل بايدن رسميا تسميته كمرشح الحزب ويلقي خطابه بهذه المناسبة عبر الفيديو من ولايته ديلاوير.
وقال بايدن على تويتر الأحد “إذا تم انتخابي رئيسا، فسأختار دائما الاتحاد بدلا من التسبب بانقسامات. سأتحمّل المسؤولية بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين”.
ويخيّم فيروس كورونا المستجد الذي أودى حتى الآن بـ170 ألفا و19 شخصا في الولايات المتحدة على المؤتمر.
ويتوقع أن تسرق أحداث جولة ترامب الأضواء والتي تقررت في اللحظة الأخيرة في إطار حملته الانتخابية.
ويبدأ الرئيس جولته في أنحاء البلاد الاثنين في ولايتي ويسكنسن ومينيسوتا بالغتي الأهمية ويختتمها الخميس الذي يوافق أهم يوم في مسيرة بايدن السياسية. ومن المقرر أن يلقي ترامب خطابا قرب سكرانتون في بنسيلفانيا، البلدة العمالية حيث نشأ بايدن والتي لا يزال يصفها بموطنه الروحي.
وفي وقت خسر الاقتصاد الأميركي ملايين الوظائف جرّاء الوباء، سيروّج بايدن لخطته البالغة قيمتها 700 مليار دولار تحت شعار “إعادة البناء بشكل أفضل” والتي تعد باستثمارات في التكنولوجيا الحديثة وتتعهّد خلق خمسة ملايين فرصة عمل جديدة، في تحد قوي لترامب.
وفي مسعى للتخفيف من أي احتقان بعد انتخابات تمهيدية صعبة للحزب الديموقراطي، راعى المنظّمون منح الجناح اليساري الأكثر ليبرالية مساحة كبيرة لإيصال أصواتهم خلال المؤتمر.
كما سيتحدث حاكم أوهايو السابق جون كاسيتش، الذي يمثّل الشخصيات في الحزب الجمهوري التي تخلّت عن الرئيس المثير للجدل خلال مؤتمر الديموقراطيين الاثنين.
لكن لا يزال الغموض يلف رد الفعل المحتمل للأميركيين على المؤتمر السياسي غير التقليدي.
وقال رئيس اللجنة الديموقراطية الوطنية توم بيريز لشبكة “إم اس بي سي” الأحد “أعتقد أنه سيشكل مصدر إلهام بالنسية للناس”، مشيرا إلى “الأميركيين العاديين” الذين سيتحدثون على المنصة الافتراضية، ومن بينهم مسعف في فلوريدا في الصفوف الأمامية للمواجهة مع كوفيد-19، ما يشكل نقيضا لسياسات ترامب المثيرة للانقسامات.
وأضاف بيريز “هذا ليس مجرّد مؤتمر للديموقراطيين. إنه مؤتمر لجميع من يتوقون للكرامة الإنسانية والكفاءة”.
وكما كان الحال على مدى التاريخ، سيحظى الديموقراطيون بدفعة صغيرة إلى الأمام بعد المؤتمر بينما بإمكان الجمهوريين توقع الأمر ذاته بعد مؤتمرهم الافتراضي كذلك الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
لكن من غير الواضح إن كانت الثابتة التاريخية ستنطبق هذه المرة. وقال الاستاذ في جامعة “ماركيت” تشارلز فرانكلين “لا نعرف في الحقيقة إن كان هذا النوع من اللامؤتمرات أو المؤتمرات الافتراضية يضاف إليها خطاب سيحمل نفس التداعيات قصيرة الأمد التي كنا نشهدها في الانتخابات السابقة”.