موجة غضب تجتاح الأوساط اليهودية بسبب إعلان مدينة حيفا إطلاق اسم “أم كلثوم” على أحد شوارعها

0

جدل كبير أثارته مدينة «حيفا» الإسرائيلية بإعلانها خطة لإطلاق اسم ( سيدة الغناء العربي ) أم كلثوم على أحد شوارعها، حيث ذكر تقرير ل  وكالة الأنباء الفرنسية ، أمس، أن موجة من الغضب سادت الأوساط اليهودية في مدينة «حيفا»، ثالثة أكبر مدن إسرائيل، التي يشكل فلسطينيو 1948 (عرب إسرائيل) 10% من سكانها، البالغ عددهم 300 ألف نسمة، بسبب قرار مسئولي المدينة إطلاق اسم «الست» على أحد شوارعها، تقديرا لمكانتها الفنية، ونظرا لتمتعها بشعبية هائلة في إسرائيل، سواء في الأوساط العربية أو بين عدد من الإسرائيليين أنفسهم

القرار له أكثر من سبب، كما يقول مسئولو مدينة حيفا، فالأول هو تكريم «أم كلثوم»، التي توفيت في 1975 عن 76 عاما، لأنها سبق أن قدمت حفلا غنائيا في «حيفا» نفسها فى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما كانت المدينة لا تزال فلسطينية عربية في فترة الانتداب البريطاني، أي قبل «نكبة» قيام دولة إسرائيل فى 1948.

والثاني هو ما ذكرته رجاء زعاترة، المسئولة بمجلس المدينة، عن أن تكريم «ثومة» وسيلة مناسبة للاعتراف بـ «وجود وجذور» المجتمع العربي في إسرائيل، الذى يواجه التمييز على الدوام.

وهناك سبب ثالث يتم تصديره للرأي العام الإسرائيلي، وهو أن مجلس المدينة يريد بقراره هذا إلقاء الضوء على «التنوع العرقي والسكاني» داخل حيفا، بوصفها «نموذجا للتعايش المشترك بين العرب واليهود»، بحسب تعبير عينات كاليش روتم، رئيس مجلس المدينة.

وبشكل عام، احتفى فلسطينيو 1948 بهذا القرار، لدرجة أن إحدى الصحف، تدعى «كول بو»، صدرت بصفحة غلاف كاملة تحمل صورة بالأبيض والأسود لـ «أم كلثوم» ومعها كلمات من إحدى أغنياتها، وتحديدا كلمات الشاعر الراحل نزار قباني، التى لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب «أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذونى»!.

ولكن، على الجانب الآخر، لم يكن هذا بالتأكيد هو رأى الإسرائيليين، حيث كتب أرييل كالنر، عضو الكنيست عن حزب « الليكود » اليمينى، يقول إنه «حزين» لقرار مدينة حيفا بتكريم من دعت إلى تدمير الدولة اليهودية، ليس هذا فحسب، بل تعهد أيضا ببذل كل ما في وسعه لإلغاء قرار مدينة حيفا بإطلاق اسم «أم كلثوم» على الشارع.

وكتب إلداد بيك في صحيفة «هايوم» الإسرائيلية يحذر من «سلسلة تكريميات أم كلثوم»، التي بدأت في القدس وامتدت إلى حيفا والرملة، بحسب تعبيره، خاصة أن «أم كلثوم» كانت، بحسب تعبيره، «واحدة من ألد أعداء إسرائيل».

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن «يائير»، ابن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتانياهو، المعروف بتدويناته وتفاعلاته الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، غرد قائلا: تكريم أم كلثوم في إسرائيل «عار» و«جنون».

ومع ذلك، نسى «يائير» نفسه أن حكومة والده سبق أن أيدت إقامة مهرجان فى 2013 تضمن أمسية كاملة خصصت لتقديم أغنيات لـ «أم كلثوم»!.

ونوهت  وكالة الأنباء الفرنسية  بأن حيفا الإسرائيلية ليست المدينة الإسرائيلية الوحيدة التي تكرم « سيدة الغناء العربي »، بل سبقتها ضاحية «بيت حنين» العربية شرق القدس المحتلة في 2011، وهى منطقة أغلبية سكانها من فلسطينيي 48 أيضا. كما تخطط مدينة «الرملة» لإطلاق اسم «الست» على أحد شوارعها قريبا.

وأشارت الوكالة إلى أن هناك بعضا من الإسرائيليين أنفسهم الذين دافعوا عن قرار مدينة حيفا، ومن بينهم جوناثان مانديل، الكاتب والباحث في اللغة العربية بجامعة بن جوريون، الذى قال إن اليهود القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط مرتبطون كثيرا بصوت «أم كلثوم».

أما الموسيقى الإسرائيلي أرييل كوهين فيقول إن كثيرا من اليهود لهم أصول عربية، ونشأوا على صوت «كوكب الشرق». ونوه، في هذا الصدد أيضا، بأن رائعتها «أنت عمرى» تمت ترجمتها من قبل إلى العبرية، وغنتها النجمة العالمية بيونسيه. وشدد على أن أم كلثوم «ليست عدوا»، وأنها حتى لو كانت قد أنشدت أغنيات وطنية في الماضي، فهذا أمر طبيعي أن يقدم أي مغن هذا النوع من الأغنيات في زمن الحرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.