ممرضات يتلقين رصاص الجهل خلال توصيل تطعيمات شلل الأطفال في باكستان
كانت نسرين ومساعدتها رشيدة بيبى للتو خارجتين من أحد المنازل بمنطقة شامان فى بلوشستان الباكستانية، بعد إعطاء مجموعة من الأطفال تطعيم شلل الأطفال بأحد آخر معاقل انتشار الوباء في العالم فقط ليعاجل رجلين علي دراجة نارية الممرضة ومساعدتها بسيل من الطلقات النارية، أردت نسرين قتيلة بينما بقيت رشيدة لساعات تستجدي المساعدة دون أن يعاونها أحد فى مجتمع يعادي فكرة تطعيم الأطفال، كما يعادى عمل المرأة في أي مجال.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية تواجه الممرضات العاملات في برامج إيصال تطعيمات شلل الأطفال في بلوشستان موجة من الرفض المجتمعي، والتي تتطور في كثير من الأحيان لوقائع قتل كالتي تعرضت لها نسرين وبقيت رشيدة علي إثرها معاقة حركيًا لا تتطيع جلب المال لأطفالها ال5.
ويقول مولوى عبد الغنى عالم الدين الذي يدرس ل700 شخص بمدرسة دار العلوم الوقفية الربانية بالمنطقة، إن العاملين بتطعيمات الشلل يختلطون رجال وسيدات وهو أمر محرم ويجب إيقافه.
ويقول صلاح الدين الأيوبى عضو البرلمان في المنطقة، إنه يرفض تطعيم الأطفال من الشلل ويرفض إعطاء وظائف للسيدات بدلا من الرجال
وتقول شيرين كيلا العاملة بتطعيمات الشلل إن المجتمع يرفض عملها في بلوشستان ويصفها بالكافرة وعميلة أمريكا.
ويقول أحد العاملين بقوافل التطعيمات، إنه بسبب الحملات المضللة حول تسبب التطعيم بموت الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي يكذب معظم الآباء بزعم أن أبنائهم تلقوا التطعيم، أو بإرسال الأبناء لمنازل أقاربهم وإما بالرفض بشكل مباشر.
وقد تم تسجيل أكثر من 13100 رفض مباشر من قبل الأهالي في آخر قافلة للتطعيم الأسبوع الماضي في مقاطعة عبد الله كيلا البلوشستانية.
ويتسبب عبور الكثيرين بين أفغانستان وباكستان لتوسيع رقعة الوباء مع رفض حتي الأفغان تطعيم أبنائهم، وتعذر دخول فرق التطعيم لأفغانستان لرفض مسلحي طالبان ذلك.
ويقول مقصود أحمد زوج نسرين القتيلة إنه يعلم برفض المجتمع لعمل زوجته، ولكنه على قناعة أن ما تجريه يساعد على أن تكون باكستان يومًا خالية من الوباء إذ هي بين دولتين حول العالم التان ينتشر بهما شلل الأطفال حتى الآن.
وتقول شمس ترين مسؤولة منظمة الصحة العالمية، في المقاطعة إنها ستبقي تشجع عمل المرأة بتطعيمات شلل الأطفال لإيجاد فرص عمل للمرأة ومكافحة انتشار الشلل.
وبدأت شمس برنامجها لتشغيل السيدات بتطعيمات الشلل منذ عام 2015، ويعمل الآن في المقاطعة أكثر من 400 سيدة.
وتتلقي السيدات في برنامج تطعيم الأطفال 80 جنيه إسترلينى شهريًا تكفيهن تحمل نفقات أسرهن
