ألمانيا.. أنغيلا ميركل تغادر مقر المستشارية نهائياً

0

غادرت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل مقر المستشارية نهائياً اليوم الأربعاء، ليخلفها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، الذي كان نائبها ووزير ماليتها في السنوات الأربع الماضية لكن من حزب منافس.

وبعد تأديته القسم أمام البرلمان، هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، مستشار ألمانيا الجديد شولتس على تنصيبه، متمنية له التوفيق في منصبه الجديد. كما أعربت الصين وروسيا عن أملهما في عمل مثمر مع الحكومة الجديدة، وفقاً لـ «دويتشه فيله».

وغادرت ميركل المنصب وشعبيتها في أعلى مستوياتها بعد 16 عاماً في المستشارية الألمانية اعتبرت خلالها مسؤولة استثنائية في إدارة شؤون البلاد إنما كذلك قيادية تفتقر إلى الرؤية، من غير أن تكون مهّدت لخلافتها، تاركة إرثاً متبايناً.

خمس أزمات

لخصت أنغيلا ميركل شعارها في 22 تموز/يوليو بالقول “الحياة بدون أزمات أسهل، لكن حين تحلّ، يجب مواجهتها”. وعددت المستشارة عندها خمس أزمات كبرى واجهتها، من الأزمة المالية عام 2008 إلى تفشي وباء كوفيد-19، مروراً بإنقاذ اليورو وملف اللاجئين، وخصوصا السوريين عام 2015 والاحترار المناخي. غير أن فتح أبواب بلادها أمام اللاجئين يبقى أبرز قرار في عهد ميركل، يثني عليه مؤيدوها باعتباره قراراً شجاعاً.

كما أن ميركل حصدت الإشادات لتعاطيها مع الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كورونا.

بيد أن أزمات أخرى عرّضتها لانتقادات، وخصوصاً أزمة ديون اليونان عام 2011، حين أبدت الحكومة الألمانية موقفاً متصلباً دفع أثينا إلى شفير الإفلاس وأثار مشاعر عداء شديد للمستشارة في أوروبا.

تطور الدور الدولي لألمانيا؟

شهد الدور الذي لعبته ألمانيا على الساحة الدولية تطوراً على مدى 16 عاماً. ففي ظل صعود النزعات الشعبوية، وصفت صحيفة نيويورك تايمز ميركل بأنها «زعيمة العالم الحر» الجديدة.

وتنامى النفوذ الألماني في آسيا كما في لفريقيا، القارة التي زارتها المستشارة أكثر بكثير من أسلافها.

غير أن حصيلة سياستها الخارجية تبقى موضع جدل إذ يبقى وزن ألمانيا الجيوسياسي أدنى بكثير من نفوذها الاقتصادي.

انتقادات لتقاربها مع روسيا والصين

وعلى صعيد آخر، فإن استراتيجية التقارب والتعاون التي انتهجتها أنغيلا ميركل رغم الظروف تجاه روسيا برئاسة فلاديمير بوتين، وأبرز تجلياتها مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» المشترك، لم تقنع الكرملين بالتخلي عن سياسته المتصلبة، ولم تساعد في تسوية النزاع بين موسكو وكييف.

كما واجهت ميركل انتقادات متزايدة لإعطائها الأولوية للتبادل التجاري مع الصين، ثاني سوق للصادرات الألمانية، رغم الاتهامات الموجهة إلى بكين على صعيد حقوق الإنسان.

أما بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي، فلم يعد بإمكان ألمانيا الاعتماد كما من قبل على المظلة الأميركية، من غير أن تضع في هذه الأثناء إستراتيجية جديدة على صعيد السياسة الأمنية، رغم مشاركتها بشكل متزايد في مهمات عسكرية في الخارج.

وذكر تقرير لمؤتمر ميونيخ للأمن العام الماضي أن «انخراط ألمانيا» على الساحة الدولية «يبقى في غالب الأحيان دون تطلعات شركائها الرئيسيين والمطالب التي تطرحها البيئة» العالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.